Friday, December 18, 2009

موعد مع الغدر


ينادي محمود امه لتجلب الطعام له و يتعجلها على جوع منه شديد لم يتجرع مثله طوال سنوات عمره الأربع . تطمئنه أمه ببسمة فواحة و أكملت ما كانت تؤديه . لم يكن الطعام -حقيقة ً - بالمعنى المتعا رف عليه انما كان قليلاً من ماء دافئ يطوي لقيمات من خبز صلب تبقى من عدة ايام . و حتى تلهي الفتى قامت أم محمود تحكي له عن طعام الجنة و زينتها و تستطرد في و صف اشجارها و ثمارها و متعها و محمود في نشوة عارمة كلما وصفت له امه شيئا يراقص يديه و رأسه معا و شعره الأصفر الناعم يميل يمنة و يسرة و يبث من ثغره الدقيق رجاؤه لأن تصف له المزيد وسط زقزاقات فرح كفقاعات ممشوقة صاعدة للسماء . كادت هذه اللحظات تنسيه آلام الجوع الصارخ لولا أن أم محمود انتهت سريعا سريعا من طهي الطعام و اعداده و وضعه على الطبلية .ثم عادت للمصبخ من اجل تنظيفه .
و تأهب محمود لتناول الطعام بعدما ا عتدل في جلسته و بدأ هذا الجسم الهزيل أن يمد يديه ليتناول الخبز مسميا باسم ربه . و لكن سرعان ما انبثق الجدار عن صاروخ غادر ليستقر في مضغة (قلب) هذا الملاك البشري و تتفجر من جنبات هذا الجسم الغض الدماء مشيعة روحه البريئة الى بارئها و هي ترسل على بقايا لسان صغير بقايا كلمات لم تسمع منها أمه وسط غمغات طائرة غير ( الجنة .......... ريحها
لم تصدق الام ما رأت و جعلت تفرك في عينيها بقوة تكاد تعميها و أنطلقت لتنكب على وليدها تهزه و تستنطقه ..... تقبله و تمسح على شعره .... تحتضنه و تلصقه بجسدها علّ روحها تنتقل اليه فيعيش

و لكن لا امل لا رجاء لا حياة

فما كان منها إلا ان أصدرت صرخة مدوية أخرجتها من لسانها و قلبها و عقلها و كل عضلاتها
دوت في أركان البيت الطلل صُعقت منها ذرات أحجاره الصماء و على قو تها و استمرارها جا ءها غادر أخر ليبترها فترقد الأم الى جانب وليدها تحتويه بين طياتها كما أحتوته جنينا وتلتقي دماؤهما مرة اخرى بعد طوال الغياب


كتبت هذه القصة في7/3/2008 وقت حصار غزة و الآن أهديها لكل من شاركوا في بناء جدار الانفاق لحصار غزة أكثر و اكثر



Tuesday, December 1, 2009

ضحكتي- 1



لاتحسبن السعد يملأ ضحكتي لكنها بالحزن لا تُطاق حياةْ

فجعلتها ألواناً تجلو بسمتي و مهرجاً إليه تُقتاد الآهاتْ

فيا عينا صافحتها يوما ضحكتي تعالي فاسمعي قلبي الفتات

يروي عليك ملاحم لا تُرى , مديدة من غير حد بالجهات

<<<<<<<







Sunday, November 29, 2009

براءة من حملة التسميم – فهمي هويدي


هذا نداء يكتسب أهميته من أنه يستهدف تصحيح الإدراك، وصد الهجمة الغاشمة التى شنها نفر من الجهلاء والمتعصبين لتخريب وعى الأشقاء وتشويه الوشائج النبيلة التى تصل بينهم. وهو فى ذات الوقت بمثابة إعلان للبراءة من تلك الهجمة الغبية، وتأكيد على أن الذين يقومون بها ويشعلون نار الفتنة تذرعا بالوطنية لا يتحدثون باسم ضمير الأمة، وإنما هم يهينون ذلك الضمير ويبتذلونه.
لقد نشر النداء زميلنا الأستاذ جمال فهمى فى جريدة الدستور يوم الثلاثاء الماضى 24/11 . وحين اطلعت عليه بعد عودتى من سفرة خاطفة خارج مصر، وجدت أن واجبى يحتم على ليس فقط أن أوقع عليه مع كوكبة المثقفين الذين أعدوه وأيدوه، وإنما أيضا أن أسعى إلى إيصاله إلى أوسع دائرة ممكنة من المصريين والجزائريين والعرب أجمعين. إليك خلاصة النداء الذى تجاهلته أغلب وسائل الإعلام المصرية فى حين أتمنى أن يعلق على كل جدران مصر.
نحن الموقعين على هذا النداء، وقد روعنا ما نشهده الآن من نتائج خطيرة ومحزنة للتهور وانعدام المسئولية اللذين صنعا من تنافس رياضى برىء بين المنتخبين الكرويين لكل من مصر والجزائر «فتنة كبرى» بل حربا عبثية مخزية استبيحت فيها كل المحرمات وارتكبت وسط غبارها جرائم يندى لها الجبين.
وأسوأ ما فى تلك الحرب هو ذلك العبث الجاهل والخطير فى وعى وعقول جماهير البسطاء من الشعبين واللعب المتعمد على غرائزهم عن طريق ترويج وإشاعة الأكاذيب ومفاهيم ومقولات منحطة بلغت حد جرائم الإهانة الجماعية والتحقير العنصرى المقيت مما أدى إلى حرق علمى البلدين فى الشوارع والطرقات.
إننا إذ ندين بكل قوة وبدون تحفظ هذه الجرائم جميعا فإننا ندعو ونؤكد الآتى:
ــ أولا: تضامننا الكامل مع ضحايا الفتنة وكل مواطن أصابه ضرر فى بدنه أو كرامته أو ممتلكاته من جرائها. ونقف بقوة مع حقه فى المحاسبة القانونية والقضائية للمسئولين عنها والمتورطين فيها بالتحريض أو بالفعل المادى المباشر.
ــ ثانيا: ينبغى أن تبقى المحاسبة وما يسبقها من تحقيق واستقصاء ضروريين ضمن أطر القانون ومؤسساته وفى إطار الحفاظ على قيم الأخوة والمصالح المشتركة للشعبين وبعيدا عن روحية الانتقام والبحث العقيم عمن بدأ ومن الذى رد، انطلاقا من مبدأ أن الخطأ لا يبرر الخطأ والجريمة لا تواجه بجريمة أخرى.
ــ ثالثا: إن ما جرى لا يبدو بريئا ولا منزها عن شبهة تعمد التوظيف السياسى غير الأخلاقى وغير المسئول لحدث رياضى كان المفروض أن يكون عاديا وينحصر تناوله ضمن الاهتمام المناسب لحجمه.
لكن الشاهد أن هذا الحدث جرى اتخاذه مبكرا كذريعة ومناسبة لإطلاق عمليات شحن وتعبئة هائلة استخدمت فيها برعونة ترسانة ضخمة من وسائل الإعلام «صحف وقنوات تلفزة أرضية وفضائية» حكومية وخاصة اشتركت ــ عدا استثناءات قليلة للأسف ــ فى الخروج الفاضح على القواعد والمعايير المهنية والقيم الأخلاقية أيضا.
وقد نجحت تلك الترسانة الهوجاء فى إضفاء أجواء حربية وقتالية ملتهبة على ذلك الحدث الرياضى البسيط الأمر الذى يعزز الشك فى أن الهدف لم يكن الحث المشروع للجمهور على تشجيع فريق بلده وإنما صرف اهتمام وأنظار الناس وإلهاؤهم عن قضاياهم وهمومهم، وشغلهم بمعارك وهمية وعبثية وتعليق آمالهم وأحلامهم بانتصار أو إنجاز قد يحققه لاعبو الكرة فيدارى أو يستر مظاهر الفشل والإخفاق والفساد التى يكابدها الشعبان.
ــ رابعا: يدعو الموقعون على هذا النداء الإخوة أصحاب الضمير فى نخبة الفكر والثقافة والسياسة وصناع الرأى فى الجزائر الشقيق إلى الانضمام لهذه المبادرة وأن يرفعوا أصواتهم عالية بإدانة «الفتنة» ومن أشعلها وأن يمدوا أياديهم لتشتبك مع أيادينا لوأدها وإطفاء نارها من خلال تحرك عاجل يدعو إلى وقف فورى لهذا الانفلات الإعلامى الأهوج والعمل على تهدئة النفوس وحض المواطنين على ضرورة تحكيم العقل وإدراك حقيقة أن المستفيد الوحيد من المأساة الدائرة الآن هو فقط أعداء الشعبين الشقيقين داخل الحدود وخارجها. خصوصا هؤلاء الذين يريدون الحفاظ بأى ثمن على مصالحهم ومقاعدهم ومد عمر الوضع السياسى البائس القائم حاليا، الذى يفتقد فيه المواطن لأبسط متطلبات الحياة الكريمة ويعانى غياب ومصادرة حقه فى الحرية والديمقراطية والمشاركة فى صنع القرار والتداول السلمى للسلطة

نقلا عن مدونة الاستاذ فهمي هويدي
http://fahmyhoweidy.blogspot.com/2009/11/blog-post_29.html.
في مقاله الذي نشر في صحيفة الشروق الجديد المصريه السبت
11 ذو الحجة 1430 – 28 نوفمبر 2009

Thursday, November 19, 2009

حرب كرة القدم : La guerra del fútbol



هذه أحداث حقيقة ليست ضربا من الخيال فياليتنا نتعظ

ما قبل المعركة

سيطرة ملاك الأراضي على معظم الأراضي الصالحة للزراعة في السلفادور انتج هجرة أكثر من 300،000 من

السلفادوريين إلى هندوراس المجاورة، عمق مشكلة البطالة في هذا البلد الأخير، فقررت الحكومة فى هندوراس حظر امتلاك الأراضي على مواطني السلفادور، وطرد السلفادوريين الذين عاشوا فيها لأجيال وانقطعت من بعدها العلاقات الدبلوماسية حتى تدخل الرئيس الأمريكي ليندون جونسون في مهمة حكومية لإعادتها.

هذا التصعيد كان يستخدم من قبل حكومتي البلدين لتوجيه انتباه الناس إلى الخارج، بدلا من الصراعات السياسية الداخلية في كل بلد. وسائل الإعلام في كلا البلدين لعبت دورا هاما ، وشجعت على الكراهية بين هندوراس والسلفادور.

ففي تصفيات بطولة كأس العالم لكرة القدم 1970 أوقعت البلدين فى مواجهة حاسمة لتحديد الفريق الذي سوف يتأهل إلى المباراة النهائية المقامة على ملاعب المكسيك ففي المباراة الأولى فازت هندوراس على ملعبها واعتدت الجماهير الهندوراسية على الجماهير الفقيرة من أنصار السلفادور. وتطورت الأمور إلى مهاجمة الأحياء التي يقيم فيها سلفادوريين مما دفع السلفادوريين الى الفرار الى بلادهم تاركين ممتلكاتهم وبيوتهم وقدمت السلفادور شكوى للأمم المتحدة وهيئة حقوق الإنسان. وبعد أسبوع واحد فازت السلفادور فى ملعبها ونال أنصار هندوراس نصيبهم من الاعتداءات.

المواجهة
وأخيرا في 14 يوليو 1969 كان موعدا فاصلا للمباراة فاصلة بينهما، فازت فيها السلفادور وتأهلت. ومع نهاية اللقاء كانت الدولتان قد نشرتا قواتهما على طول الحدود بينهما وفى 3 يوليو انتهكت طائرة من هندوراس أجواء السلفادور وأطلقت على كتيبة من السلفادور النيران داخل الأراضي السلفادورية مما أدى لقيام السلفادور بهجوم واسع النطاق ودخلت القوات السلفادورية إلى مسافة 40 كم ولم تتورع هندوراس بل أرسلت طائراتها لضرب مدينة سان سلفادور وأكابوتلا بالقنابل. وبعد أسبوعين وتدخل الواسطات من الدول توقفت الحرب بعد أن أدت إلى دمار كبير وخسائر في الأرواح بالآلاف.

نقلا عن ويكيبيديا

اليوم يوم المطحنة


على أوتار الحزن
في البداية لا استطيع أن أكتم مشاعر الاسى و الغضب و الحزن التي تملكتني بعد مباراة مصر و الجزائر على أحداث عكست طبيعة الشعور بين الشعوب العربية و الذين يبغون وحدة و نهضة و يتنادوا بها علي مستوي القادة و الافراد كسبيل للعزة و ما بغوا العزة إلا في انفسهم . لقد فضحت احداث الشغب و التوتر الاعلامي و التعصب التي سادت العلاقة بين مصر و الجزائر في الاونة الأخيرة نوع من الاعتزاز بالأنا لدي الامة العربية قد تطاول في انفراده على كل مشاعر الإخوة و الوحدة و الحب و الالفة فاصبح لا صوت يعلو فوق صوت المطحنة . لقد أحزنني كثيرا عنف لاعبي الجزائر و نظراتهم في الملعب و التي مادلت في حين إلا على الكره و البغض و الانتقام لم تكن تلك منافسة بل كانت موقعة حربية
كذلك كان أشد ما أحزنني هو عدم صعود منتخب مصر الذي كان تاج الاجيال السابقة في ادبه و التزامه و تدينه و لعبه , واني أقول إن كأس العالم خسر فريقا كان سيكون دعوة لله في كل خطواته , لكنها إرادة الله , إنه العليم الخبير
لقد كانت مطحنة مصر و الجزائر كاشفا كبيرا لخلل في تكوين الأمة العربية خاصة والاسلامية عامة لا بد من تخطيه حتى نستطيع أن نتجاوز وضعنا الحالي
لنضع الامور في نصابها

قبل ان يخوض قلمي في الحديث و ينضح قلبي بالحزن علي صفحات المدونة لأن أن توضع الأمور في نصابها لكي يكون الكلام على بينة و نور و هذا مقتضي الححكمة
و أول شئ لا بد أن ندرك موقع الرياضة في حياتنا و على نور الاسلام نجيب حتى نبني ارائنا و توجهاتنا نحو هذه المطحنة
ولم أرى في هذا الشأن خير من إجابة د / راغب السرجاني و أنا ألتقط خيط حديث منه قائلا (
فإني أرى أن الرياضة يعتريها الأحكام التكليفية الخمسة: الوجوب، والندب (الاستحباب)، والإباحة، والكراهة، والتحريم؛ فهي واجبة للجنود الذين يجب أن يمارسوها استعدادًا للجهاد في سبيل الله تعالى.
وهي مندوبة لمن في جسده ضعف، ويريد تقويته.
وهي مباحة لمن كان يمارسها للتسلية.
وهي مكروهة إن كانت تضيع أوقاتًا طويلة، ولكنها لا تضيع الفروض والطاعات.
وهي حرام إن أضاعت وقت العبادات، وإن مارستها النساء أمام الرجال، وحرام كذلك إن مارسها الرجال وهم يرتدون ملابس تحدِّد عورتهم؛ كزي السباحة المعمول به في البطولات، وكذلك تكون حرامًا إن خالطها رهانات، أو لعب ميسر.
انتهى كلام الدكتور راغب
ومن هذا المنطلق دعونا نبني مواقفنا تجاه الرياضة و ما حدث

أولا : نحن لانمارس الرياضة حتى نستطيع أن نحاول أن نلامس هذه القاعدة و نطبقها علينا بل نحن مشجعين بالدرجة الأولى و هنا نكون أفقدنا الرياضة دورها الاساسي في بناء الجسم و النفس لتصبح اغنية و فيلم سخيف نقصده للتسلية و قد أدى ذلك لنكون فريسه ما أسهلها لوحش الاعلان الفارغ . فانهم يسرقوا أموالنا في شراء منتجاتهم التي يعلنون عنها بسبب مشاهدتنا و يسرقوا أوقاتنا التي نمضيها نتأمل في وجهوهم البهية فاصبحنا بقرة تدر عليهم الاموال بلا توقف و بعد كل ذلك لم نكسب منهم غير وزن زائدو وقت ضائع

كذلك أدى عدم ممارسة الرياضة فقداننا الكثير من القيم التي قد تكون لها دور في بناء الامة مثل التصميم,روح المنافسة ,الامل الانتماء , الحب , العمل الجماعي , التخطيط الجيد
ثانيا : ان كانت الرياضة و مشهادتها مباحة للتسلية مالم يأتي فيها مما ذكرنا سابقا فإننا أقمنا هذا المباح مقام الواجب الذي لا يتم الايمان به , لقد استبدلنا التسلية مقام اخوة المسلمين و في سبيل ذلك يجوز أن يجرح مؤمن أو أن يخوف أو يرهب أو يموت في بعض الاحيان
إلى هذا الحد بلغ بأسنا بيننا ........... أتناسينا قول رسول الله (أن تهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من أن يراق دم امرئ مسلم )؟ ... رواه الترمذي


أم تناسينا قول رسول الله ( لايؤمن أحدكم حتى يحب لإخيه ما يحبه لنفسه ) رواه البخاري
و عن عبد الله، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر))حديث رقم: 6665 <صحيح البخاري < كتاب الفتن اللهم لا تجعلنا من الفاسقين ..
2.وعن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال((لا يشير أحدكم على أخيه بالسلاح، فإنه لا يدري، لعل الشيطان ينزغ في يده، فيقع في حفرة من النار))حديث رقم: 6661 <صحيح البخاري < كتاب الفتن
فلعنة الله على رياضة تجلب كره المسلمين و تباغضهم و لكني ارى اننا فعلنا ذلك بانفسنا و لا ذنب للرياضة به
ايجابيات و سلبيات وأمور تائهة
لقد كان تسلسل هذم المطحنة ملئ بالسلبيات لكن كانت به بعض الايجابيات و جبت معرفتها
لقد كان التفاف الجمهور حول دعاء الله و التضرع اليه لينصر الفريق من الامور المهمة التي دلت على تعمق التدين في قلوب الناس و لن انسى مشهد جماهير مصر و هم يدعون الله بعد اذان المغرب حقا كان مشهدا مؤثرا بجميع المقاييس . لكننا نتذكر الله و قت الحاجة فقط ووقت اليسر لا ذكر

كذلك علمنا كلا الفريقيين المصري و الجزائري قيمتيين في غاية الإهمية لبناء الأمم لقد عمل الفريق المصري بجهد كبير طوال المباراة الاولى و رغم ان تسارع الدقائق كان يفتت اماله نحو النصر الا انه عمل و ما يأس حتى وفقه الله , أيضا لم ينكسر الفريق الجزائري بعد الهزيمة الكبيرة و استفاد من أخطائه و استطاع أن ينتصر رغم تحفظاتي الشديدة على أسلوب اللعب الذي لعبو به
فياليتنا نعمل في حياتنا مثل ما لعب الفريقين و لا نيأس مع أول عائق يلوح لنا

أما عن السلبيات فحدث و لا حرج , لقد أبت كثير من السلبيات في تلك المطحنة إلا أن تطل برأسها القبيح بشكل فج و مقزز جعل ناعقي آل صهيون يشمتون و يسخرون بأن حرب عالمية ثالثة قامت بين المصريين و الجزائرين

لقد شهدت تلك المطحنة تعصبا قبليا أرجعنا للجاهلية الأولى و التي جاء الاسلام و خلصنا منها و من سؤاتها حيث استبدل كل من الطرفين انتماءه الأول بالسماء (بكونه مسلما ) ليحارب الاخر على أساس انتماءه الثاني للأرض ( بكونه مصريا أو جزائريا)
لتقوم رحى حرب فتكت كل أواصر الحب و الأخوة
ثانيا : تعظيم ما لايعظم من تقديم ما هو مباحا للتسلية على الواجب و هو الاخوة ( كما ذكرت انفا
وثالثا : لااستطيع أن أغفل طامة من أكبر السلبيات و هي عدم التحري من الاخبار و نشر الشائعات و الذي أدي بشكل كبير الي اشعال نار الكره بين الشقيقين أججه بوق الإعلام الفارغ بما شحن من حقد و شقاق , فبدل أن يكون الاعلام هو الموجه و المرشد للجماهير و أن يدلهم على حقيقة الرياضة و أهدافها و بدلا أن يحفظ أواصر الحب و الأخوة صار يسكب البنزين على نار العصبية العمياء لمصلحته الخاصة لا غير
فانظروا كم حققت القنوات الفضائية من مكالمات الناس و رسائلهم النصية و أكوام الاعلانات التي زادت و جه الشاشة قبحا و تنافرا و انظروا كم حققت الصحف من مبيعات باخباره المضللة , لقد باع الاعلام الشعوب من أجل حفنة دولارات و جنيهات و دينارات , ألا سحقا لهم جميعا
ومن هنا أسأل أين القنوات الفضائية المصرية التي شحنت الشعب و باعت له وهم النصر . اين هم بعد المباراة , طبعا بأي وجه سيخرجوا علينا بعد ما أقاموه , لقد باعو الشعب مرة أخرى و تركوهم في حزنهم مجروحين من حزن الهزيمة و كذبهم و ضلالهم
و بعد كل ذلك يتضح دور الإعلام في هدم و بناء أي امة فإن كانوا صنعو قضايا من لاشئ و جيشوا المتحمسين و ملأوا القلوب حقدا و كراهية فكيف لو كانوا تجمعوا ليعلموا الناس و ويثقفوهم و ينشروا دين الله و بذور الحب و الوئام بين الجانبين بمثل هذا الجهد و التعب و السهر , لك فقط أن تتخيل حجم الفائدة التي سينعم بها المسلمون
فرحة وغضبة
لقد شهد الشارع المصري و الجزائري في أقل من أسبوع واحد فرحة عارمة مبالغ فيها لفوز مباراة و تأجيل الحسم و حزن شديد و أسى قاتل لهزيمة مباراة ( و أنا أعلم أيضا أن الحزن للمصريين أيضا كان لاحداث الشغب و الإرهاب التي مارسها لا أدري أقول كل أم بعض من جمهور الجزائر )
لكن ألهذه الدرجة و صل بنا الحال لتحزن أو تفرح الشعوب بسبب كرة و 22 لاعب , لهذه الدرجة من السلبية و قلة الحيلة "......................... لماذا ؟

هل لإننا امتلأنا اكتئابا من و ضعنا الحالي الذي ساهمنا نحن بجزء كبير منه . إذا فما الفرق بيينا بيننا و بين المدمن الذي يهرب من واقعه بنشوة المخدر
نعم لقد أدمنا الكرة لان نشوتها المؤقتة تجعلنا نهرب من رؤية واقعنا ثم نبحث عن جرعة أخرى في بطولة أخرى لأي نادي أو أي منتخب أو لأي أحد حتي نفرح وننسي

أم لأننا أصبحنا عجزة بلا ارادة فسلمنا مشاعرنا و اردتنا لغيرنا و من ثم نراهن عليهم ليبعثوا لنا النصر و الفرحة دون جهد مننا او نحزن بشدة و حرقة لأنهم لم ينتصروا .
إن أحق الناس بالفرح و الحزن هم اللاعبين و الاجهزة المقيمة عليهم لأنهم من تعبوا و اجتهدوا و هم من سينالوا التكريم أو يبتعدوا عنه أما نحن فيجب أن نحزن على أنفسنا للإننا لم نفعل شئ ليلادنا سواء هم فازوا أو خسروا
ماذا بعد
أعلم أنني جعلت الصورة قاتمة و قبيحة على شدة سوادها لكن أول خطوات حل المشكلة هي معرفة المشكلة و ابعادها ..... و أنا أسأل من هنا ماذا بعد ولا أدري حقا ماذا بعد و لكن ما تعلمته من هذه المطحنة أن العمل و الأمل هما احدي السبل
و اخيرا لابد أن أنوه علي أنني ما كتبت هذه الكلمات و أنا في برج عاجي أرتدي حلة القديس المثقف لأناظر و أدقق , لكن ماكتبته من أخطاء لاأعصم نفسي منها و ما كتبته إلا لم ألم بي من حزن و ألم على حالنا , و اول من أوجه له هذا الكلام هو نفسي ثم نفسي

Wednesday, November 11, 2009

اعلان الثورة


أفلس عقلي

و أُعدم فكري

و تهدم صرحي

بفضول الخونة

لتعلن نفسي

"إني الملكة"

وتنادي

يا أهل الجسد

إني السيد و أنتم عبدي

شكي يقين و يقينك رهني

فتعالو ركوعا سجدة

وأقبلوا دين الثورة

ثورة المتعة و متعة الثورة

وأقيموا الاوثان لمجدي

و أريقوا الدماء لحبي

لأرضى عنكم أنا رب الثورة

وحذاري

يوما عصياني

فلغضبي البركان الثائر

و نعيما

لمن كان مجيبا

لأمري الفتان الأسر

ياعبيدي

ماأيسر ديني

فالنفس النفس

هي الثورة

ملحوظة: هذا بيان لثورة النفس بالانسان و مدى تحكمها فيه

Saturday, November 7, 2009

حياة الدكتور مصطفي محمود لمحات و خواطر - دائرة الشك - 1


لا استطيع تن أقول انني كنت من محبي الدكتور مصطفى محمود و لا من قراء كتبه بل انني على النقيض كنت ممن لايحبوه و لطالما كنت ممن يحاول ان يتحاشى رؤية كتبه من كثرة ما سمعت عن فكره و ما فيه من اخطاء رغم انني كنت من متابعي برنامجه الشهير. حالة من التناقض عشتها و كثير من الناس تجاه هذا الرجل و لكن حين سمعت خبر مرضه الاخيرو قد كنت ظننته ميتا و شدني الفضول لان اقرأ عنه و لم أقرأ له حتى الان , حتي تلقيت خبر و فاة الرجل بشئ من الذهول وكأنني اعرفه من زمن , فانطلق قلمي بما اختزن عن هذا و وخصوصا اني رأيت في حياته و شخصيته طراز من الناس تمايزت فيه الصفات بشكل حاد تكاد تؤذي من لم يتوخى الحذر في دراستها

أولا - دائرة الشك
لقد عاش الدكتور مصطفى محمود ثلاثين عاما تتخبطه أمواج الشك و عواصف التردد بين جزر الاديان و المذاهب المختلفة حتى راجع بسلامة الله الى جزيرة الاسلام . ثلاثون عاما من البحث عن الله!، قرأ وقتها عن البوذية والبراهمية والزرادشيتة ومارس تصوف الهندوس القائم عن وحدة الوجود حيث الخالق هو المخلوق والرب هو الكون في حد ذاته وهو الطاقة الباطنة في جميع المخلوقات. و حسب الثابت أنه في فترة شكه لم يلحد فهو لم ينفِ وجود الله بشكل مطلق؛ ولكنه كان عاجزا عن إدراكه، كان عاجزا عن التعرف على التصور الصحيح لله, هل هو الأقانيم الثلاثة أم يهوه أو ( كالي) أم أم أم
.... !
لقد كان الفتى صغيرا المعي الذهن شديد الذكاء كثير السؤال و لعل تلك النعمة التي انقلبت عليه نقمة في يوما من الايام فلقد أنشأ معملاً صغيرًا يصنع فيه الصابون والمبيدات الحشرية ليقتل بها الحشرات، ثم يقوم بتشريحها، وحين التحق بكلية الطب اشتُهر بـ"المشرحجي"، نظرًا لوقوفه طول اليوم أمام أجساد الموتى، طارحًا التساؤلات حول سر الحياة والموت وما بعدهما.
لا شك ان العلم يضيع بعدم السؤال لكن حتي تسأل لابد ان تتعلم حني تعي عما تسأل فلا تتدع العقل و حده هو السأل و المسؤل, فهذه كانت طامة من عبدوا الله بعقولهم من المعتزلة و الجهمية و الاشاعرة , فلقد أجهدوا العقل بما لا يعلم فاتي بما لا يينفع و لا يصح
و لعلي أرى في هذه الفترة من حياة الدكتور مصطفى تعارضا و تماسا بين حياة سيدنا سلمان الفارسي لا أقول تشابها و لكن أقول تماس فحياة سيدنا سلمان الفارسي و التي بدأت كمجوسي عليم بدينه يحبه الجميع و الذي حين وجد كنيسه لبعض النصارى دفعه الفضول لأن يدخل و يرى فلما اعجبه ما رأى من دينهم و قد قارن بينه و دينه الذي يعلمه و صل الي ان دينه لا يصح فسأل عن أعلم النصارى و ذهب اليه بعد صعوبات و رغم انه كان رجل سوء الا ان بحثه عن الحقيقة قاده الى رجل أعلم منه ذو تقوى و خشية و قد تنقل من الأعلم الى الاعلم من قساوسة النصارى حتى
أعلمه الأخير بأمر رسول الله و اعطاه اماراته فلما رأى سلمان رضي الله عنه الرسول و اختبر الامارات أذعن بالايمان في الحال و لقد كانت رحلة ترقي يحدوها نور العلم و العلم من يد العلماء , و لعلني أرى ان الدكتور مصطفى محمود لو كان حذى حذو سلمان الفارسي لكانت هذه الثلاثون عاما نقلة أكبر في حياته , لقد بدأ حياته و رحلته بالشك و ما كان الرجل عليما بالاسلام فجعل يجول بين طيات الكتب و بحورها فهو كما يقول "احتاج الأمر إلى ثلاثين سنة من الغرق في الكتب، وآلاف الليالي من الخلوة والتأمل مع النفس، وتقليب الفكر على كل وجه لأقطع الطرق الشائكة، من الله والإنسان إلى لغز الحياة والموت، إلى ما أكتب اليوم على درب اليقين) و ما تغنى الكتب يوما عن مصاحبة

العلماء فهم تجسيد لحقيقة العلم و نوره في الارض وو رثة الانبياء
لقد بدأت الرحلة بالشك بعيدا عن العلماء يحدوها العقل فانتهت في 30 عاما الى نفس النقطة اذا انها دائرة الشك
كذللك تتجلى هنا و في تلك الفترة التي عايشها حقيقة لطالما افتقفدناه و هي العالم الرباني , كثيرا من الفقهاء و الدعاة يحفظوم متون الاسلام و لايسقطون منه حرف و لكن بقدر ذلك الحفظ لا تعى عقولهم كيف يوصلوا الاسلام بمنطقية و على اوتار حوار العقل كما كان القرأن يرد على الكفار و على المشككين , و لعل الدكتور مصطقى محمود لو وجد من هؤلاء النفر من يستوعب طاقة الاسئلة المتوهجة عنده و استطاع ترشيده لو فر عليه تلك الفترة , لقد كان من الصادم الي ان شرارة الالتهاب الفكري عند الدكتور مصطفى كانت علي يد شيخ لكنه لم يفقه من الاسلام شئ فكما يحكي( أوصى شيخ المسجد الذى كان يصلى فيه الطالب مصطفى محمود آنذاك المصلين بتعليق ايات من القران فى المنازل لطرد الحشرات والنمل من البيوت ، مصطفى محمود كغيره من المصلين - الذين يثقون فى شيوخ المساجد و يعتبرونهم من أولى الأمر المفترض فيهم العلم والمرجع والواجب طاعتهم مثولا لأمر الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ..... ) سورة النساء ( جزء من الآية 59 ) - عمل بنصيحة شيخ المسجد وقام بتعليق " ورقة آيات طرد الحشرات "فى أحد جدران منزله ، أملا فى التخلص من الحشرات ، فإذا بالحشرات تكثر فى المنزل ، بل الأكثر من ذلك أن إتخذ النمل تلك الورقة عشا يأوى إليه . كانت تلك الواقعة بمثابة النواة التى نتجت عنها زعزعة إيمانه وإرتباكه الفكرى
و في النهاية فان العلم و مصادره كانت أولى المشكلات التي غابت و سببت هذه الدائرة , لكن الحمد لله لقد عاد الدكتور مصطفى محمود الى الحق و بنى يقينه عن الله سواء اتفقنا معه أو اختلفنا معه فيما بعد لكن الرجل مات و هو مع ربه يحاسبه الان لكن ان كان الرجل قضى 30 عاما يبحث عن الله و تيقن من ذلك و بنى حياته و رؤيته على ذلك اليقين
لكن مابالنا اليوم نشك في الله و لاأقول في وجوده و لكن شك في قدرة الله في علمه في رحمته في رزقه ز فنعصاه و نظلم بعضنا بعض و نتكالب على الرزق . اظن اننا نحتاج لبناء رحلة لبناء اليقين الذاتي لكل منا على درب العلم و العلماء و لا اتمنى ان يستغرق منا 30 عاما حتى ندركه
و اتمنى اخيرا ان تكون هذه الفترة من حياة الرجل تثبيتا لكل من شطح يوما بفكره عن جادة الطريق و يكون قي ميزان حسنات الدكتور مصطفى محمود ( أتمنى ان يكون قد نوى ذلك )




Wednesday, November 4, 2009

قصة قلب






وضعت على صدري كفي
فنودي كفي من قلبي

اني لأتي يوما , لا نبض فيه و لا زفرة


فهبطت من عينى الدمعة

دمعة تتبعها الدمعة

تصرخ نوحا في أسف لما ترعى في القوم الرحمة


فرُفعت لله يدايَ

و جأر لساني مولايَ

ليكن طريقك في صدري حين تأتيني السكرة


فتعالت من قلبي الآهات

و نادى العقلَ المرات

ما أصلح دمعٌٌ و دعاء

للَعملُ هو لأصل القصة
قصة انسان مستخلف
و زيغ بالنفس يرفرف
ينازع انسام برائته
و عدو خناس الفطرة
قصة الحب المبذور
و حبوب الكره المنشور
و سلام تنشده البشرية
في نارالحرب المستعرة
قصة ولدت لتموت
بباب الخلد لتعود
فيلاقي الكل ما كسب
بميزان لا يلتِ الذرة

Wednesday, October 14, 2009

علي أعتاب الثانية و العشرين

نفرح كثيرا و قد نحتفل بذكري أيام ميلادنا متجاوزين حقيقة أننا في قطار الحاضر كل مرة نبتعد عن لحظة الميلاد ليكون ماوراءه الماضي الذي لا يتعدل و نتقدم نحن مجهول المستقبل و لا أي منا يدري متي سيتوقف قطاره لتبدأ لحظة ميلاده الحقيقية في خلود الجنة أو الجحيم

Sunday, October 11, 2009

اقبلي من اعتذاري

منذ ما يقرب من عام و نصف لم تلمس يدي لوحة المفاتيح لترسم علىصفحات المدونة أية كلمة و توالت الأحداث و الأيام لتغمر ذكراها غبار الزمن .
و لكن منذ أيام قذفتني أمواج النت لأعود لمرساها مرة أخرى و لكن كنت اجول جنباتها و عيني تحدق بها كما تستقبل الحبيب بعد طول الفراق .
لم تكن هذه الكلمات القليلة و التي بها مجرد حروف متصلة و انما مثلت أمامي كمشهد سينمائي حي لفكري و عقلي و قلبي فرحت اغوص فيها رغم قلتها و أعاود النظر و التأمل لأسترجع ذكريات أفكار و مشاعر و اشجان طالما افتقتده و حاولت استعادتها , و كانت كلما تقاطرت الكلمات علي تماطرت منه الام الحزن و الاسف على ما قصرت في حق مدونتي و البيروني و كل من قرأها

فيا مدونتي اقبلى مني اعتذاري و اقلي مد الوصال