Sunday, January 31, 2010

من تجارب الحياة ..... 1


اذا أردت أن تصنع في هذا الواقع فرقا




, فتمّـــــــــلك حُلماَ و اردة

Thursday, January 21, 2010

في أرض الاحلام


تهدل جسد أنيس من فم الاتوبيس بعد يوم أقل ما يُقال فيه أنه شاق أو إنه بالاحرى قسوة الحياة على يوم بسيط عادي , ثم تناولت قدمه الأرض خطوة تتلوها الخطوة يساعدهما عكازه الأسود في متابعة الطريق و التغلب على عرجته اللعينة , و بشكل درامي أمتنع الوعي فيه عن الادراك و صل أنيس الى باب شقته التي بالدور الخامس و التي أنهك الصعود اليها ما قد ادخره من طاقة , استل المفتاح و طعن به الباب ليفتح و انطلق كأنه في سباق للجري على حاسوبه الشخصي و فتحه ,ليجد ان أيقونة الانترنت أما مه تخرج له لسانها بعلامة الاكس . لايوجد انترنت كالعادة في هذا الوقت , فا متلك نفسه و كظم لسانه عن ان يتكلم بسوء و انطلق يجري للتلفاز و أخذ يقلب بين القنوات لكن لا شئ مسلي او جديد كل الافلام و الاغاني قد حفظها و سأم من تكررارها فأغلقه و شذرات الغضب و الانتقام تساور عينيه و يديه و لسانه , أخذ ينظر يمنة و يسرة عله يجد شئ أخر يلهيه بعض الوقت لكن لا شئ , هنا استسلمت أجفانه و عضلاته لإعصار النوم الهائج فوقع على الارض غارقا في نومه بلبسه و في مكانه الدائم أما التلفاز.

و بدون انتظار أو راحة فتح بوابة أحلامه الجميلة وسلط عينيه على سمائها الصافية و جعل يمتص بانفه من هوائها النقى الذي لا تعرفه رئتاه إلا في هذه الاوقات و بالطبع قد رمى عكازه الاسود اللعين و نظارة قعر الكوباية التي أعيت أنفه من حملها لاجل عيونه البريئة الناعسة في عمشها ,

أنطلق يجري هنا و هناك يمتع قدميه المحرومتين من مثل هذه الحركات على سجاد الأرض الاخضر بين أقواس قزح المحلقة في السماء , هنا لم تعرف أقدامه الحدود و لا الجاذبية- فلتحط أينما شئت فكلها أرضك و حدودها أفق الخيال السرمدي- , انطلقت الاقدام على البساط المزروع و العين تداعب السماء بنظرات الحب و الانبساط و النشوة و كلما تقدم أحس أنيس أن حركته في تباطئ , هنا أشتعل نشوةً لأنه لم يكن يتصور أن قدمه بتلك القوة التي قد تخترق فيها الارض , يا له من حلم جميل لكن بعد فترة قصيرة و حينما توقف عن الاستمرار أنزل عينيه المعلقة بالسماء لتصطدم بالأرض و يجد قدميه قد غرستا في الطين و أن الأ رض من حوله قد غرقت بالماء , و هنا جعلت تتطور في خلده الكثير من انواع السباب و الشتم و ارتفعت من لسانه كلمات الاعتراض الشهيرة ( و التي حذفتها بالطبع من قصتي ) لمن تسبب في هذه المشكلة التي قد نغصت عليه حلمه و ملجأه الوحيد نحو السعادة و أختلس من الزمن لحظات يوازن فيه المواقف و يقرر هل يرجع مرة اخرى نحو الواقع الذي ليس فيه الان أي شئ باعث للسعادة أو أن يصلح المشكلة و يستمتع با حلامه .. قلب الامر على جميع وجوهه و استقر على أن يبحث عمن سبب هذه المشكلة فيصلبه و يقتلع له عينيه و أنفه ثم يقطع يديه ثم يعلقه من لسانه و يجلده حتى يسأم ثم يقتلع قلبه و يدعه يموت في نار حارقة .

بدأ في رحلة البحث و التحقيق و بعد السؤال و التفحيص علم أن هاويس الأرض الشمالية قد علق و لم يستطيع أن يغلق فغرقت الأرض كلها فاتجه نحو بيت عامل الهاويس و لسانه قد عج بأنواع السباب ليّ و للعامل بالتساوي لأني بالطبع لم أسمح بنشر سبه و شتمه , و حينما و صل لبيت العامل كاد يخرق الباب من شدة الطرق و قوته ومع هذ الشدة لم تأتي الاستجابة إلا صوت ناعم من زوجة العامل و تخبره أن أقفال البيت قد علقت و انه لا نوافذ يخرج منها حتى يؤدي عمله , ولا حل إلا ان يصلح الأقفال و من ثم لا بد من أن يحضر عامل الاقفال و المفاتيح و الذي يقطن في الجوار , تصاعدت من انف انيس أعتراضا مفخما , ماهذا البيت الغبي , كيف ببيت لا شبابيك فيه و من هذا البغل الذي لم يستيقظ من كل هذا الطرق, و أي ارض للاحلام فيها كل شئ معَلق و لا يعمل

, شد أقدامه في الطين نحو الجوار ليصل لبيت القفل عامل الاقفال , و ما ان و صل طرق الباب بنفس الشدة التي طرق بها سابقا على بيت عامل الهاويس , فصعق اذنيه صوتٌ من الداخل : مالك يا بن الكلا ب , و هنا توقفت يديه عن الطرق و كأنما طعنت بيد الصديق و نظر اليَّ في غضب و قال لي من بين الاوراق : كيف تسمح له أن يسبني في أرضي و لا تنشر لي شتمة و احدة من قبل ( الباقي حذفته لأنه لا يصح أن يلوث أسماعكم البريئة , ماعساي أن أفعل لرجل قد سب صاحب الارض, فما عساه أن يفعل بي ) خرج الرجل مزمجرا و يديه قد سبقتا لسانه الى عنق انيس و قال له: ألا تراعي الظروف , و لدي محموم و لا يستطيع ان يتحرك و لا أعلم ماذا أفعل ؟ فاجابه أنيس بتلقائية و براءة و سذاجة ..... و الطبيب . أجابه أنه يتصل به من خمس ساعات و لا أحد يجيب ,,,, أخبره أنيس أن يذهب لغيره لكنه من بين دمعات الرجل علم أنه لا يوجد غيره و كذلك لا يعلم أن يقطن . و هنا توسل اليه لان يحضر له الطبيب و أن يكسب فيه الثواب . أبتلع أنيس الأمر و بدأ يبحث عن منزل هذا الطبيب و كل لعانته المخزونة قد أطلقها نحوي لأني أدخلته في هذه القصة و ذلك الحلم البأس و ما إن أنتهى من سيمفونية المدح الممزوجة بألذ مشهيات القدح و الهجاء لي و صل الى بيت الطبيب ووجد البيت مفتوحا فدخل و ولم يجد أي شىء يعترضه حتى وصل الى حجرة النوم ليجد كومة من الدهن المثبت فيها رأس و 4 أطراف منهم أثنان مشبثان بقطعة لحم كبيرة تنحت فيها اسنان صفراء حتى ترسم منها عظمة بيضاء مليئة بالنتوء و التشويه . و قد راعه المنظر و جعل يحلق فيه و مإن انتهى الطبيب من فطوره انتبه أن غريبا قد دخل عليه فا رتبك قليلا و رمى العظمة من يديه بسرعة و سأله في برأة : أية خدمة ............. هنا ابتلع أنيس ريقه و أجابه في انبهار و بطئ عن الامر كله . فضحك الطبيب و قال : اممممممممممم اذن فالذي كان يتصل طوال خمس ساعات هو عامل الاقفال , كنت أود أن أرد عليه لكن ما بالجسم قوة ليرفع نفسه .... كما ترى .... لو تتكرم و تُسندني لاذهب اليه معك , شهق انيس شهقة لم يتمها ثم سكت و نظر اليّ وفي حنق بالغ قرر ان ينتقم مني أنا كما قرر في أول القصة لأنه زعم أني السبب و اني أنا طالما أنا الكاتب فأنا السبب عما حدث و توعدني بكل حروف الكره و الانتقام

سند أنيس الطبيب ليصلا الي بيت عامل الاقفال و في الطريق سأله أنيس عن السبب المشكور الذي جعله يصبح طبيبا و هو لايستطيع أن يخدم الناس , توقف الطبيب عن نحت قطعة اللحم التي في يده و توقف لبرهة و اتكأ قليلا على انيس كاد أن يقعوا بسببها و قبل أن تحتضنهم الأرض ر جع الطبيب الى موضعه و أجابه في تساؤل : مكتب التنسيق ......؟ و صلا الاثنان الي بيت عامل الأقفال و الصمت ظلهما و باشر الطبيب عمله و جلس مع الابن و ذهب العامل ليصلح الباب لعامل الهاويس الذي بدوره ذهب مع انيس ليصلح الهاويس وبعد جهد و عناء تم اصلاح الهاويس

غمرت الفرحة أنيس و قرر ان يستريح قليلا و خصوصا بعد شعوره أنه أنجز شيئا ما و أصلح ما عكر على المدينة صفوها , كم كان ذلك الاحساس دافئا و مريحا و متسامحا لدرجة أنه نسي انتقامه مني و ادرك أن دخوله في تلك القصة كان لحكمة كبيرة ,فذهب و استلقى تحت شجرة و أستل من فروعها ( اي بود تاتش ) , و غرس سماعتيه في أذنيه و و اخرج من بطن جذع الشجرة حاسوبا محمولا ( لاب توب ) و داعبت يديه ازراره ليلج أيما شاء من مواقع الشبكة العنكبوتية في أرض الاحلام ,

و بعد لحظات أحس ان ألة بشرية قد أنتزعته من تحت الشجرة و ناولته عكازه و نظارته و أخرجته من بوابة الاحلام كفأر أجرب يساق الى حتفه , لتلقى به في سيارة زرقاء ثم يجد نفسه في غرفة مظلمة منتصبا أمام مكتب يجلس خلفه شبيه بالبشر لكنه ليس بشر , سأله في حدة : عاملي فيها مصلح يا روح أمك

أنت بشتغل لصالح مين يا بن الكلب

و تحمحم : حممممممممم ليقف انيس للحظات يفكر في هذا الحال و قال في نفسه : أكيد هذه الكاميرا الخفية و هذا بالطبع الاستاذ ابراهيم نصر فتهللت أساريره و همّ يباغت الرجل بأنه أكتشف الحيلة الماكرة حتى باغته دفء عميق في مؤخر عنقه سريعا ما أ صبح حارقا ثم سار فيه تنميل كثير تبعه أخر ليؤكد له أنه من المستحيل أن يكون هذا برنامج الكامير الخفية ثم فكر و قال في نفسه : لا يوجد غير مكان واحد يحدث كل ذلك فيه ثم جعل يموء : ممممممممممممممم و تساقت من عينيه حبات الدماع لؤلؤات عذراء بريئة ...... و ظن أن هذا انتقامي منه لتهديده لي و نظر فوقه و من حوله عله يجدني و يعاتبني على ما فعلت فيه و يخبرني أنه لا يملك غير لسان و أن ذلك كان من باب العشم و الحب إلا أنه لم يجدني

و حاشا لله أن أنتقم من وليدة قلمي لكن من أفسدوا رأوه في حلمي فاستدعوه ليحاسبوه

تمت

الكاتب غير مسؤل عن سوء الفهم أو أي تأويل لأي كلمة في غير موضعها و ربنا يستر و لا تتحقق النبؤة :)

هذه القصة مكتوبة فقط كنبؤة لم يحدث أي شئ من قريب أو بعيد دفعني لكتابتها

Wednesday, January 6, 2010

عن الجراحة أقول .......2


لازلت على رأي أني في معاناة كبيرة مع راوند الجراحة و خصوصا في طب المنوفية المهلبية (ما علينا ) دعونا نرجع بالزمن في عصر الدولة الاسلامية و نرى كيف كانت الجراحة في عهدهم لعلي أستمتع بالجراحة في دولة مصر المنوفية و اترككم مرة أخرى مع مقتطفات مع كتاب قصة العلوم في الدولة الاسلامية للدكتور راغب السرجاني و هذه المرة عن
التخدير والإنعاش
لم تقتصر إضافات المسلمين في مجال الجراحة على إجراء عمليات لم يُجْرَ مثلها من قبل، واستحداث أدوات جراحية جديدة فحسب، بل إنهم طوروا ما وصل إليهم من علم التخدير والإنعاش ممن سبقهم، ثم اكتشفوا طرقًا أخرى أضافوها لهذا العلم.
ويعود الفضل إلى المسلمين في اكتشاف المرقِّد (المبنج) العام، وهناك من القرائن ما يدل على أن المسلمين كانوا أول من استعمل التخدير عن طريق الاستنشاق، وكان ذلك يتم عن طريق الإسفنج المخدر؛ فكانت توضع قطعة من الإسفنج في عصارة من الحشيش والأفيون والزُّؤان، ثم تترك في الشمس لتجف ثم تحفظ. وقبيل بدء العملية تخرج وترطب ثانية، وتوضع فوق أنف المريض وفمه، فتمتص الأنسجة المخاطية المبنجات، فيخلد المريض إلى نوم عميق أثناء إجراء العملية الجراحية . وكان هذا الاكتشاف فتحًا في مجال الطب الجراحي وأكثر رحمةً من المشروبات المسكرة التي استخدمها الهنود والرومان والإغريق، وكانوا يجبرون مرضاهم على تناولها كلما أرادوا تخفيف آلامهم.
وإلى جانب اكتشافهم الكبير، وهو استخدام المرقِّد، جرب المسلمون أدوية مبنجة أو مخففة للألم لأولئك الذين يخضعون أو خضعوا للعمل الجراحي، من ذلك اللُّفَّاح؛ وهو نوع من النبات غليظ الجذر أصفر طيب الرائحة، كما استخدموا القنب الهندي (الحشيش)، والشوكران؛ وهو عشب سام ذو رائحة غير مقبولة إذا فُرك بالأصابع، والخشخاش؛ وأنواعه كثيرة، والبنج؛ وينتمي إلى الفصيلة الباذنجانية ومعروف بخواصه المبنجة، وحشيشة ست الحُسن .
أما الإنعاش وإن لم يكن للمسلمين فيه خبرة واسعة إلا أنهم قد عرفوا مبادئه؛ فكانوا يدفعون كميات من الهواء عبر الرئتين بالضغط المتناوب، واستخدموا في ذلك المنفاخ. وتدلنا على ذلك القصة التي أوردها ابن أبي أصيبعة في كتابه (طبقات الأطباء)؛ وذلك أنه لما جاء نعي إبراهيم بن صالح، ابن عم الرشيد، استأذن الطبيب صالح بن بهلة الدخول على إبراهيم وهو في أكفانه، ثم ما لبثوا أن سمعوا صوت ضرب بدن بكف ثم تكبيرًا، ثم استدعى صالح الرشيد وأخرج إبرة فأدخلها تحت ظفر إبهام اليد اليسرى للميت فجذب إبراهيم المسجّى يده إلى بدنه، فطلب الطبيب أن يجردوه من كفنه وطلب كندسًا (نوع من الدواء) ومنفخة من الخزانة، ونفخ في أنف إبراهيم لمدة ثلث ساعة، فاضطرب بعدها بدنه وعطس ثم هبّ مستيقظًا .

Monday, January 4, 2010

قداسة البابا أنا


حينما نكذب فانه حين تخرج الكذبات من ألسنتنا فاننا نكون متأكدين اننا لا نكذب , و انما هو مجرد اخفاءبسيط لبعض المعلومات .لأن نشر هذه المعلومات قد يمثل تهديدا بأي نوع لنا ................. ....

و لايخفى علينا أننا حينما نغضب فانه لأن شئ ما قد أزعج ذلك الراقد في نفوسنا (أنا) فنتوجه بالسباب و القذف و اللعن لهذه الشئ المزعج ليرى من أنا و هي بداية بسيطة لما قد تلحقه به أيدي أنا و رجلي أنا في حال اذا ما أستمر غضبي نحو ذاك الشئ المزعج .

وربما تنفلت تلك الأنا من أتزانها السابق و تقتل هذا الشئ لأنه أصبح تهديدا كبيرا لوجودها , فلايحق له الوجود لأن وجوده معناه عدم و جود أنا

وآآآآآآه حينما نحب فإننا على تامة الاستعداد لأن نقدم كل ما لدينا نحو ما نحب و من نحب لأنه يسعدنا سعادته , و ان ادى ذلك الى تعاستنا بعد ذلك في أمور أخرى فإننا ترتمي في أحضانه لجوءاً نحو الامان و الدفء , كذلك حينما تفيض ألستنا ببعض من مكنون صدورنا من الاسرار الى من نحب و نثق , فانه ايضا لأن أنا قد أغمها و أعجزها حمل هذا الهم فلجأت له ليرفع عنها بعضا منه ,

و حينما نعمل فاننا نجتهد لأن هذا يشعر أنا بالسعادة و الانجاز فضلا على انه يملأ جيوبنا بالمال الذي نشتري به ما تشتهيه أنا و لإسعاد من يهم أنا أمرهم من أولاد و زوجة و اباء و اخوان و اصدقاء و اقارب

كل ذلك لا يشترط وجوده في فرد و احد أو جماعة معينة انما هو مجموع لما في الجنس البشرى كله من خوالج و مبررات , و اذا أخذتها كلها و نثرتها على وجه الزمن سترى ملاحم و تشابكات الزمن يختلط فيها الخير و الشر و الحلال و الحرام والعظيم و السفيه و المذكور و المغفول عنه

مما سبق أرى اننا نفرض على ذواتنا نوعا من السعادة التي أصبحت سعادتها هي السعادة المطلقة التي تنهي اليها كل الدوافع و الأفعال . و نتوجها نوعا من القداسة الذي تمتلك فيه زمام كل شئ, قد وازى في ذلك قداسة الباباوات في العصور الوسطى الذين يمتلكون الدنيا بقصورها و زينتها و نسائها و يمتلكون الاخرة بعذابها و فردوسها ,لتصبح قداسة البابا أنا أو سعادة البابا أنا

و ان كانت أوروبا قد تخلصت من سلطة الباباوات فانهم بأي حال من الأحوال و نحن كذلك معهم نسير في ركب قداسة البابا أنا

الذي يرفع شعار أنا أنا و من بعدي الطوفان,

فلا بأس أن أرى شخص يُعتدى عليه و لا أتحرك لنجدته , أو محتاجا لأساعده , لتصبح القاعدة , أي معروف يؤدي الى المساس بقداسة البابا أنا هو منكر منكر ...... حينها أستطيع أن أتقبل فكرة أن شعب يحاصر و يقتل و لا يحرك ساكنا

في النهاية .... لا بد من أن نوجه أفعالنا و دوافعنا لخدمة "أنا" و" كلنا" على شرع الله و نحاول أن نهدم رذيلة الصنم "أنا " لأنه هو سبيل تخلفنا في الحقيقة


Saturday, January 2, 2010

عن الجراحة أقول ..... 1



أثناء معانتي الشديدة في رواند الحراحة , و التي لا أستطيع أن اتجانس معها حتى الأن , قرأت ما كتبه الدكتور راغب السرجاني في كتابه ( قصة العلوم الطبية في الحضارة الاسلامية ) و قد خلب لبي ما وصل له أجدادنا في شتى العلوم , و لكن هذا لن يغير رأي و شعوري نحو الجراحة . أترككم مع مقتطفات من الكتاب

كان علم الجراحة في بداية الدولة الإسلامية من الصناعات الممتهنة التي يجب أن يتسامى الطبيب عن ممارستها، وكانوا يسمونه (صناعة اليد)، وبقي لفترة من اختصاص الحلاقين والحجّامين يقومون بالعمليات الجراحية البسيطة؛ كالكي والفصد والبتر، تحت إشراف وإرشاد الأطباء الذين كانوا يستقون معلوماتهم الجراحية مما كتبه أبقراط وبولس وجالينوس وغيرهم. لكن هذه الحالة لم تدم طويلاً؛ فبظهور قسم من عباقرة الطب عند المسلمين سار هذا العلم خطوات نحو التجديد والإبداع[1].

ويعتبر الرازي أول من فرّق بين الجراحة وغيرها من الموضوعات الطبية، وأول من جعل أساس هذا العلم قائمًا على التشريح، وقد ألزم الأطباء المسلمون الجرّاح أن يكون ملمًّا بعلم التشريح ومنافع الأعضاء ومواضعها. وكانوا يؤكدون على حاجة المشتغلين بالطب إلى تشريح الأجسام حية وميتة، وقد شرّحوا القرود كما فعل ابن ماسويه.

ومن إبداعات المسلمين في مجال الجراحة:

أنهم أول من تمكّن من استخراج حصى المثانة لدى النساء عن طريق المهبل، كما توصلوا إلى وصف دقيق لعملية نزف الدم،

وقالوا بالعامل الوراثي في ذلك؛ حيث وجدوا أن بعض الأجسام لديها استعداد للنزف أكثر من غيرها، وتابعوا ذلك في عائلة واحدة لديها هذا الاستعداد واستطاعوا أن يعالجوه. كما نجحوا في إيقاف دم النزيف أيضًا بربط الشرايين الكبيرة، وأجروا العمليات الجراحية في كل موضع تقريبًا من البدن.

وكتبوا عن جراحة الأسنان وتقويمها وجراحة العين، وبرعوا في قدح الماء الأزرق من العين، وكانت هذه العملية أمرًا يسيرًا ونتائجها مضمونة. وذكروا أكثر من ست طرق لاستخراج هذا الماء من العين، منها طريقة الشفط.

أجروا العمليات الجراحية في القصبة الهوائية، بل إن الزهراوي (ت 427هـ/1035م) كان أول من نجح في عملية فتح الحنجرة (القصبة الهوائية)، وهي العملية التي أجراها على أحد خدمه[2]. ويقول الرازي في هذا الصدد: "العلاج أن تشق الأغشية الواصلة بين حلق قصبة الرئة ليدخل النَّفَس منه، ويمكن بعد أن يتخلص الإنسان وتسكن تلكالأسباب المانعة من النَّفَس أن يخاط ويرجع إلى حاله، ووجُه علاجِه أن يمد الرأس إلى الخلف ويمد الجلد ويشق أسفل من الحنجرة ثم يمد بخيطين إلى فوق وأسفل حتى تظهر قصبة الرئة… فإذا سكن الورم، وكان النَّفَس فَلْيُخَطْ ويمسك قليلاً واجعل عليه دروزًا أصغر"[1].

ولعل المسلمين كانوا من أوائل من أشاروا إلى ما يسمى الآن بجراحة التجميل، وقد بينوا كيفية هذه الجراحة في الشفة والأنف والأذن حينما تطرأ عليها الضخامة من نتوء بارز أو قطع، بحيث تعود هذه الأعضاء إلى حالتها الطبيعية، فيرتفع القبح الناشئ عن اللحمة الزائدة[2].

وتوصل المسلمون إلى أساليب في تطهير الجروح، وطوّروا أدوات الجراحة وآلاتها. وكان للجراحين المسلمين فضل كبير في استخدام عمليتي التخدير والإنعاش على أسس تختلف كثيرًا عما نقلوه من الأمم الأخرى[3].

أدوات الجراحة:

ترجمة كتاب التصريف

لم يكتفِ الجراحون المسلمون بالأدوات التي نقلوها عن الأمم التي سبقتهم، بل اخترعوا آلات جديدة وطوروا تلك التي آلت إليهم من غيرهم، وذكر الكثيرون منهم -في ثنايا مؤلفاتهم- الأدوات التي استخدمت في عصرهم. ومن هذه المؤلفات، على سبيل المثال: الكتاب الذي صنفه الزهراوي (التصريف لمن عجز عن التأليف)، وابن القُف أبو الفرج بن يعقوب (ت 685هـ/1286م) (عمدة الإصلاح في صناعة الجراح)، وأبو الحسن ابن بطلان (دعوة الأطباء). وقد اكتشفت بعض الآلات الجراحية أثناء الحفريات التي جرت في موقع الفسطاط التي أسسها عمرو بن العاص سنة (21هـ/641م).

ومن هذه الأدوات: الدَّست وهو يشبه الحقيبة التي تحفظ فيها المباضع. وهذه المباضع أنواع تختلف أشكالها باختلاف الوظائف التي تؤديها؛ فمنها: مبضع شق الجلد، وهو حاد الطرفين، ويستخدم في حالة فتح مكان في الجلد فوق الشرايين حتى يتمكن الجراح من ربطها. والمبضع المعطوف؛ ويكون أحد طرفيه حادًّا، ويستخدم لاستئصال اللوزتين. ومن الأدوات التي استخدمت للوزتين المقطع؛ ويشبه المقص بطرفيه المعطوفين، والمباضع الشوكية؛ وهي نوعان: أحدهما يستخدم لبزل البطن في حالة الورم ليسمح بإدخال أنبوب دقيق لسحب الماء، وآخر يشق به الناسور. ومبضع فتح الأورام؛ لاستخراج الصديد والقيح المتجمع فيها، وهو ذو نصل مستدير. والمبضع الأملس؛ ويستخدم في قطع الظفرة (لحمة تنبت عند المآقي) من العين. ومبضع الأذن لقطع ما يسقط في الأذن من أجسام غريبة. ومبضع الشق العجاني، ويستخدم لشق العجان (وهو الدُّبر وما فوقه) لاستخراج الحصاة. ومبضع الفصد؛ وهو مبضع عريض ذو نصل يشبه ورقة نبات الآس؛ يستخدم لفصد العروق. والمبضع أملس الحافتين؛ ويستخدم لفتح الأذن التي قد تسد إما من جراء جسم خارجي، أو لزائدة تنبت فيها[4].



[1] الرازي: الحاوي 3/225.

[2] انظر: الرازي: الحاوي 6/218.

[3] انظر: الموسوعة العربية العالمية الإصدار الرقمي الإلكتروني.

[4] انظر محمود الحاج قاسم: الطب عند العرب والمسلمين تاريخ ومساهمات ص148- 151.



[1] انظر: محمد كامل حسين: تاريخ الطب والصيدلة عند العرب ص97، ومحمود الحاج قاسم: الطب عند العرب والمسلمين تاريخ ومساهمات ص105، وعلي بن عبد الله الدفاع: رواد علم الطب في الحضارة الإسلامية ص102.

[2] انظر علي بن عبد الله الدفاع: رواد علم الطب في الحضارة الإسلامية ص105.