Saturday, November 7, 2009

حياة الدكتور مصطفي محمود لمحات و خواطر - دائرة الشك - 1


لا استطيع تن أقول انني كنت من محبي الدكتور مصطفى محمود و لا من قراء كتبه بل انني على النقيض كنت ممن لايحبوه و لطالما كنت ممن يحاول ان يتحاشى رؤية كتبه من كثرة ما سمعت عن فكره و ما فيه من اخطاء رغم انني كنت من متابعي برنامجه الشهير. حالة من التناقض عشتها و كثير من الناس تجاه هذا الرجل و لكن حين سمعت خبر مرضه الاخيرو قد كنت ظننته ميتا و شدني الفضول لان اقرأ عنه و لم أقرأ له حتى الان , حتي تلقيت خبر و فاة الرجل بشئ من الذهول وكأنني اعرفه من زمن , فانطلق قلمي بما اختزن عن هذا و وخصوصا اني رأيت في حياته و شخصيته طراز من الناس تمايزت فيه الصفات بشكل حاد تكاد تؤذي من لم يتوخى الحذر في دراستها

أولا - دائرة الشك
لقد عاش الدكتور مصطفى محمود ثلاثين عاما تتخبطه أمواج الشك و عواصف التردد بين جزر الاديان و المذاهب المختلفة حتى راجع بسلامة الله الى جزيرة الاسلام . ثلاثون عاما من البحث عن الله!، قرأ وقتها عن البوذية والبراهمية والزرادشيتة ومارس تصوف الهندوس القائم عن وحدة الوجود حيث الخالق هو المخلوق والرب هو الكون في حد ذاته وهو الطاقة الباطنة في جميع المخلوقات. و حسب الثابت أنه في فترة شكه لم يلحد فهو لم ينفِ وجود الله بشكل مطلق؛ ولكنه كان عاجزا عن إدراكه، كان عاجزا عن التعرف على التصور الصحيح لله, هل هو الأقانيم الثلاثة أم يهوه أو ( كالي) أم أم أم
.... !
لقد كان الفتى صغيرا المعي الذهن شديد الذكاء كثير السؤال و لعل تلك النعمة التي انقلبت عليه نقمة في يوما من الايام فلقد أنشأ معملاً صغيرًا يصنع فيه الصابون والمبيدات الحشرية ليقتل بها الحشرات، ثم يقوم بتشريحها، وحين التحق بكلية الطب اشتُهر بـ"المشرحجي"، نظرًا لوقوفه طول اليوم أمام أجساد الموتى، طارحًا التساؤلات حول سر الحياة والموت وما بعدهما.
لا شك ان العلم يضيع بعدم السؤال لكن حتي تسأل لابد ان تتعلم حني تعي عما تسأل فلا تتدع العقل و حده هو السأل و المسؤل, فهذه كانت طامة من عبدوا الله بعقولهم من المعتزلة و الجهمية و الاشاعرة , فلقد أجهدوا العقل بما لا يعلم فاتي بما لا يينفع و لا يصح
و لعلي أرى في هذه الفترة من حياة الدكتور مصطفى تعارضا و تماسا بين حياة سيدنا سلمان الفارسي لا أقول تشابها و لكن أقول تماس فحياة سيدنا سلمان الفارسي و التي بدأت كمجوسي عليم بدينه يحبه الجميع و الذي حين وجد كنيسه لبعض النصارى دفعه الفضول لأن يدخل و يرى فلما اعجبه ما رأى من دينهم و قد قارن بينه و دينه الذي يعلمه و صل الي ان دينه لا يصح فسأل عن أعلم النصارى و ذهب اليه بعد صعوبات و رغم انه كان رجل سوء الا ان بحثه عن الحقيقة قاده الى رجل أعلم منه ذو تقوى و خشية و قد تنقل من الأعلم الى الاعلم من قساوسة النصارى حتى
أعلمه الأخير بأمر رسول الله و اعطاه اماراته فلما رأى سلمان رضي الله عنه الرسول و اختبر الامارات أذعن بالايمان في الحال و لقد كانت رحلة ترقي يحدوها نور العلم و العلم من يد العلماء , و لعلني أرى ان الدكتور مصطفى محمود لو كان حذى حذو سلمان الفارسي لكانت هذه الثلاثون عاما نقلة أكبر في حياته , لقد بدأ حياته و رحلته بالشك و ما كان الرجل عليما بالاسلام فجعل يجول بين طيات الكتب و بحورها فهو كما يقول "احتاج الأمر إلى ثلاثين سنة من الغرق في الكتب، وآلاف الليالي من الخلوة والتأمل مع النفس، وتقليب الفكر على كل وجه لأقطع الطرق الشائكة، من الله والإنسان إلى لغز الحياة والموت، إلى ما أكتب اليوم على درب اليقين) و ما تغنى الكتب يوما عن مصاحبة

العلماء فهم تجسيد لحقيقة العلم و نوره في الارض وو رثة الانبياء
لقد بدأت الرحلة بالشك بعيدا عن العلماء يحدوها العقل فانتهت في 30 عاما الى نفس النقطة اذا انها دائرة الشك
كذللك تتجلى هنا و في تلك الفترة التي عايشها حقيقة لطالما افتقفدناه و هي العالم الرباني , كثيرا من الفقهاء و الدعاة يحفظوم متون الاسلام و لايسقطون منه حرف و لكن بقدر ذلك الحفظ لا تعى عقولهم كيف يوصلوا الاسلام بمنطقية و على اوتار حوار العقل كما كان القرأن يرد على الكفار و على المشككين , و لعل الدكتور مصطقى محمود لو وجد من هؤلاء النفر من يستوعب طاقة الاسئلة المتوهجة عنده و استطاع ترشيده لو فر عليه تلك الفترة , لقد كان من الصادم الي ان شرارة الالتهاب الفكري عند الدكتور مصطفى كانت علي يد شيخ لكنه لم يفقه من الاسلام شئ فكما يحكي( أوصى شيخ المسجد الذى كان يصلى فيه الطالب مصطفى محمود آنذاك المصلين بتعليق ايات من القران فى المنازل لطرد الحشرات والنمل من البيوت ، مصطفى محمود كغيره من المصلين - الذين يثقون فى شيوخ المساجد و يعتبرونهم من أولى الأمر المفترض فيهم العلم والمرجع والواجب طاعتهم مثولا لأمر الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ..... ) سورة النساء ( جزء من الآية 59 ) - عمل بنصيحة شيخ المسجد وقام بتعليق " ورقة آيات طرد الحشرات "فى أحد جدران منزله ، أملا فى التخلص من الحشرات ، فإذا بالحشرات تكثر فى المنزل ، بل الأكثر من ذلك أن إتخذ النمل تلك الورقة عشا يأوى إليه . كانت تلك الواقعة بمثابة النواة التى نتجت عنها زعزعة إيمانه وإرتباكه الفكرى
و في النهاية فان العلم و مصادره كانت أولى المشكلات التي غابت و سببت هذه الدائرة , لكن الحمد لله لقد عاد الدكتور مصطفى محمود الى الحق و بنى يقينه عن الله سواء اتفقنا معه أو اختلفنا معه فيما بعد لكن الرجل مات و هو مع ربه يحاسبه الان لكن ان كان الرجل قضى 30 عاما يبحث عن الله و تيقن من ذلك و بنى حياته و رؤيته على ذلك اليقين
لكن مابالنا اليوم نشك في الله و لاأقول في وجوده و لكن شك في قدرة الله في علمه في رحمته في رزقه ز فنعصاه و نظلم بعضنا بعض و نتكالب على الرزق . اظن اننا نحتاج لبناء رحلة لبناء اليقين الذاتي لكل منا على درب العلم و العلماء و لا اتمنى ان يستغرق منا 30 عاما حتى ندركه
و اتمنى اخيرا ان تكون هذه الفترة من حياة الرجل تثبيتا لكل من شطح يوما بفكره عن جادة الطريق و يكون قي ميزان حسنات الدكتور مصطفى محمود ( أتمنى ان يكون قد نوى ذلك )




3 comments:

جلال كمال الجربانى said...

السلام عليكم

رحم الله الدكتور مصطفى محمود وغفر له
لقد عرفته فقط من حلقاته الرائعه
عندما كان التليفزيون أداه تثقيف للعقول
اللهم أرحمه وأغفرله
اللهم أرحمه وأغفرله
اللهم أرحمه وأغفرله
اللهم أرحمه وأغفرله
اللهم أرحمه وأغفرله

وجزاكم الله خيراً
وتقبل تحيتى ومرورى

البيروني said...

رحمه الله رحمة و اسعة و جزاكم الله خيرا على مرورك الكريم

عصفور المدينة said...

جزاك الله خيرا على الحكمة المستخلصة من تلك الرحلة الشائكة
وأيضا أتفق معك في أنني لست من المتحمسين له ولا لكتبه حتى آخر ما كتب

وأضيف
حمدا لله على سلامتك