Sunday, February 14, 2010

وعلمتني الحياة ......2


علمتني الحياة
أنها معلمة قاسية
و وردة بالية


فجعلتني أقول


إن الحياة بما تخفي وما تظهر سـرٌ أحار الناس فاختلفوا

صنعة الله فيها أنها سبقٌ و أن الأثــير بالكره مُقتطفُ

فلا ربحٌ منها لسوى الفَطِنِ من أرسى العقيدة انها جيفُ

تؤذي الأنوف والأبصارنافرةٌ والقلب مقبوضٌ نُطقه الأُفُ

لكن تلذ النفس اثمــارا خصبها جيفٌ بالأرض تعتكفُ

(أي ان النفس تحب أكل الثمار الحلوة رغم علمها أن أصلها جيف و ميتة )



و جعلتني أقول



نعيش الحياة وطول الامال ربيع القلوب وشغل الفكر

و نطلب منها ما لا تطيق فتأخذ منــا قوت السفر

فمنح لهذا و منع لذاك و كلٌ ارادة رب البشــر

وما المنع منها إلا قزيماً كان القصــير برغم الكبر

اذ البطش فيها بمنح النعيم و هذا وربي لأمضى النذر


أي ان الابتلاءات بمنع النعيم قد تكون كبيرة لكنها كقزم كبير السن بالنسبة لمنح النعيم الذي هو الابتلاء الأشد


Friday, February 5, 2010

الذوقع الرقيع

من أرشيف المدونة بتاريخ

Sunday, November 11, 2007




لعل القاهرة تعتبر من اهم المدن العربية و اثقلها وزنا في القوى السياسية و الثقافية و في اثناء جولتي الأخيرة (علماً ان جولاتي ليست كثيرة بها) و خصوصا حينما كنت اسير في شارع كلود بك اشتعل نظري غيظا مما رأيته في الشارع .



فذلك الشارع على ما بدى من الشوارع القديمة جدا و كان مجمع للفنادق و تميز بالطراز الانجليزي القديم ( على ما أظن) و لما حلت اقدام الحداثة في المعمار و البناء و الدعاية اختلطت بعبق القَدم و روح التاريخ لتنتج شئ لا طعم له ولا رائحة ولا حتى لون يذكر فلن انسى ذلك البناء البديع تصميمه و قد انتصب الى اعلى في شموخ كانما الزهو شعاره و عليه بما لايتؤام مع الشكل و اللون و الطراز اعلان عن محل الكشري .

ذلك التناقض المريع قد جعل الشارع مسخ أو ثوب من قماش رقيق رقع بقطع من الجينز الغليظ ليس شارع كلود بك فقط انما القاهرة كلها تعيش في ذلك الذوق الرقيع أو المرقع .................... بناءات قديمة مرقع بها حداثة همجية عشوائية

ولكن ليس هذا التباين في بناءات القاهرة فقط انما أصبح سمة عامة في حياتنا


دعونا نتأمل في بعض المشاهد من حياتنا لنرى هذا التباين على واقعه . و لنستعين بكاميرا فيديو نطير بها لأقرب جامعة ( لان الجامعات هي اكثر مكان يجمع جميع طبقات المجتمع ) وسجل بها ماذا ترى في ساحة الجامعة...........

ماذا سترى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


سنجد شاب كلاسيك في ملبسه يتحدث مع شاب روش و قد ارتدى الجينز و عجن شعره بالجل و أحكم البدي على عضلاته. ولن تلبث سريعا حتى يمر عليهم شاب ملتحى و مقصر لسرواله بجوارهم أو يسلم عليهم شابُ تعاركت ألوان ثيابه و سال شعره الكستنائي على أكتافه و لن تعجب أن ترى شابة تجري أليهم لتسألهم عن المحاضرة وقد أبدعت في وجها رسم جميع لوحات الفن الحديث و القديم و غمرت نفسها في برميل من العطر الصارخ وعن يمينهم سترى مجموعة من الشابات منهن المحجبة و المُخمرة و المنقبة و التي بلا خمار و لاحجاب ولاتفاب و اخريات بالجينز الملزق أو الجيب المايكرو و الماكرو


و اذا دخلت الكافيتريا و ثبت الكاميرا امام احدى المناضد و التى ملئت بالهامبورجر الحار و الفول والطعمية و الكشري و في المنتصف طبق الصوص بالبيض أو الهوت دوج ويتسامر من حولها حول احدى قضايا المجتمع فينتفض أحدهم بعربية مؤجلزة الموضوع ده سو امبورتانت و يرد الثاتي طبعا يامان و يعارضه ثالث في نبرة حادة ايه الموضوع العبيط ده ده مينفعش حد يتكلم فيه بينما يختطف مسا ر الحديث رابعهم ثم في هدوء يقول الموضوع مهم نعم و لكن لايجوز الحديث في الجزء الأخير منه

و على الوجه الأخر يعرض عليهم الخامس سؤال حاسم ومهم حول ارائهم في القناة الفلانية الحديثة فيسهب الأول فيوصف أفلامها القوية المثيرة و يعدد منها أفلام الأكشن و لا يستطيع الثاني أن يصمت حتى ينفجر في وجهه بأن أغانيها الرومانسية هي أفضل شئ و يطيح الثالث بكل هذا ليصرح لهم أن مباريات الدوري الأسباني و الانجليزي هي أفضل ما في القناة لكن الرابع يعارضهم بكل سلاسة لانه معجب ببرامج الداعية الجديد و يعيب عليها أنها لاتذاع كثيرا قد يثار و تساؤل مهم و هو أن هذا قد يكون تنوع وليس تناقض كما أصوره و لكنى أرى أنالتنوع يخرج من أصل واحد ولكن ما ونراه و أصول كثيرة مختلفة نحاول أن نقلدها و نحتذي بها و لكن لا نستطيع لاننا لم نقلدها كما هي في كل جوانبها ولا حتى تمسكنا بأصلنا


ولا أزعم هنا أن ننتوحد مع انفسنا و نترك الأخرين بل نأخذ منهم مع يتناسب معنا و نترك القبيح منه مع تمسكنا باصلنا (قرأننا و سنة نبينا ) ه




كل هذا و غيره في مجتمعنا و لو اكملنا لسودنا صفحات المدونات كلها بتناقضات شعبنا اللذيذ و ربما من أقوى هذه التناقضات و التى لا يد لنا في جزء منها ان مصر عبارة عن شريط أخضر في بحر من الصحراء يحيطهما بحران و يقطن الشريط الأخضر 96 في المائة من الشعب

حقا ياله من ذوق رقيع