Thursday, January 21, 2010

في أرض الاحلام


تهدل جسد أنيس من فم الاتوبيس بعد يوم أقل ما يُقال فيه أنه شاق أو إنه بالاحرى قسوة الحياة على يوم بسيط عادي , ثم تناولت قدمه الأرض خطوة تتلوها الخطوة يساعدهما عكازه الأسود في متابعة الطريق و التغلب على عرجته اللعينة , و بشكل درامي أمتنع الوعي فيه عن الادراك و صل أنيس الى باب شقته التي بالدور الخامس و التي أنهك الصعود اليها ما قد ادخره من طاقة , استل المفتاح و طعن به الباب ليفتح و انطلق كأنه في سباق للجري على حاسوبه الشخصي و فتحه ,ليجد ان أيقونة الانترنت أما مه تخرج له لسانها بعلامة الاكس . لايوجد انترنت كالعادة في هذا الوقت , فا متلك نفسه و كظم لسانه عن ان يتكلم بسوء و انطلق يجري للتلفاز و أخذ يقلب بين القنوات لكن لا شئ مسلي او جديد كل الافلام و الاغاني قد حفظها و سأم من تكررارها فأغلقه و شذرات الغضب و الانتقام تساور عينيه و يديه و لسانه , أخذ ينظر يمنة و يسرة عله يجد شئ أخر يلهيه بعض الوقت لكن لا شئ , هنا استسلمت أجفانه و عضلاته لإعصار النوم الهائج فوقع على الارض غارقا في نومه بلبسه و في مكانه الدائم أما التلفاز.

و بدون انتظار أو راحة فتح بوابة أحلامه الجميلة وسلط عينيه على سمائها الصافية و جعل يمتص بانفه من هوائها النقى الذي لا تعرفه رئتاه إلا في هذه الاوقات و بالطبع قد رمى عكازه الاسود اللعين و نظارة قعر الكوباية التي أعيت أنفه من حملها لاجل عيونه البريئة الناعسة في عمشها ,

أنطلق يجري هنا و هناك يمتع قدميه المحرومتين من مثل هذه الحركات على سجاد الأرض الاخضر بين أقواس قزح المحلقة في السماء , هنا لم تعرف أقدامه الحدود و لا الجاذبية- فلتحط أينما شئت فكلها أرضك و حدودها أفق الخيال السرمدي- , انطلقت الاقدام على البساط المزروع و العين تداعب السماء بنظرات الحب و الانبساط و النشوة و كلما تقدم أحس أنيس أن حركته في تباطئ , هنا أشتعل نشوةً لأنه لم يكن يتصور أن قدمه بتلك القوة التي قد تخترق فيها الارض , يا له من حلم جميل لكن بعد فترة قصيرة و حينما توقف عن الاستمرار أنزل عينيه المعلقة بالسماء لتصطدم بالأرض و يجد قدميه قد غرستا في الطين و أن الأ رض من حوله قد غرقت بالماء , و هنا جعلت تتطور في خلده الكثير من انواع السباب و الشتم و ارتفعت من لسانه كلمات الاعتراض الشهيرة ( و التي حذفتها بالطبع من قصتي ) لمن تسبب في هذه المشكلة التي قد نغصت عليه حلمه و ملجأه الوحيد نحو السعادة و أختلس من الزمن لحظات يوازن فيه المواقف و يقرر هل يرجع مرة اخرى نحو الواقع الذي ليس فيه الان أي شئ باعث للسعادة أو أن يصلح المشكلة و يستمتع با حلامه .. قلب الامر على جميع وجوهه و استقر على أن يبحث عمن سبب هذه المشكلة فيصلبه و يقتلع له عينيه و أنفه ثم يقطع يديه ثم يعلقه من لسانه و يجلده حتى يسأم ثم يقتلع قلبه و يدعه يموت في نار حارقة .

بدأ في رحلة البحث و التحقيق و بعد السؤال و التفحيص علم أن هاويس الأرض الشمالية قد علق و لم يستطيع أن يغلق فغرقت الأرض كلها فاتجه نحو بيت عامل الهاويس و لسانه قد عج بأنواع السباب ليّ و للعامل بالتساوي لأني بالطبع لم أسمح بنشر سبه و شتمه , و حينما و صل لبيت العامل كاد يخرق الباب من شدة الطرق و قوته ومع هذ الشدة لم تأتي الاستجابة إلا صوت ناعم من زوجة العامل و تخبره أن أقفال البيت قد علقت و انه لا نوافذ يخرج منها حتى يؤدي عمله , ولا حل إلا ان يصلح الأقفال و من ثم لا بد من أن يحضر عامل الاقفال و المفاتيح و الذي يقطن في الجوار , تصاعدت من انف انيس أعتراضا مفخما , ماهذا البيت الغبي , كيف ببيت لا شبابيك فيه و من هذا البغل الذي لم يستيقظ من كل هذا الطرق, و أي ارض للاحلام فيها كل شئ معَلق و لا يعمل

, شد أقدامه في الطين نحو الجوار ليصل لبيت القفل عامل الاقفال , و ما ان و صل طرق الباب بنفس الشدة التي طرق بها سابقا على بيت عامل الهاويس , فصعق اذنيه صوتٌ من الداخل : مالك يا بن الكلا ب , و هنا توقفت يديه عن الطرق و كأنما طعنت بيد الصديق و نظر اليَّ في غضب و قال لي من بين الاوراق : كيف تسمح له أن يسبني في أرضي و لا تنشر لي شتمة و احدة من قبل ( الباقي حذفته لأنه لا يصح أن يلوث أسماعكم البريئة , ماعساي أن أفعل لرجل قد سب صاحب الارض, فما عساه أن يفعل بي ) خرج الرجل مزمجرا و يديه قد سبقتا لسانه الى عنق انيس و قال له: ألا تراعي الظروف , و لدي محموم و لا يستطيع ان يتحرك و لا أعلم ماذا أفعل ؟ فاجابه أنيس بتلقائية و براءة و سذاجة ..... و الطبيب . أجابه أنه يتصل به من خمس ساعات و لا أحد يجيب ,,,, أخبره أنيس أن يذهب لغيره لكنه من بين دمعات الرجل علم أنه لا يوجد غيره و كذلك لا يعلم أن يقطن . و هنا توسل اليه لان يحضر له الطبيب و أن يكسب فيه الثواب . أبتلع أنيس الأمر و بدأ يبحث عن منزل هذا الطبيب و كل لعانته المخزونة قد أطلقها نحوي لأني أدخلته في هذه القصة و ذلك الحلم البأس و ما إن أنتهى من سيمفونية المدح الممزوجة بألذ مشهيات القدح و الهجاء لي و صل الى بيت الطبيب ووجد البيت مفتوحا فدخل و ولم يجد أي شىء يعترضه حتى وصل الى حجرة النوم ليجد كومة من الدهن المثبت فيها رأس و 4 أطراف منهم أثنان مشبثان بقطعة لحم كبيرة تنحت فيها اسنان صفراء حتى ترسم منها عظمة بيضاء مليئة بالنتوء و التشويه . و قد راعه المنظر و جعل يحلق فيه و مإن انتهى الطبيب من فطوره انتبه أن غريبا قد دخل عليه فا رتبك قليلا و رمى العظمة من يديه بسرعة و سأله في برأة : أية خدمة ............. هنا ابتلع أنيس ريقه و أجابه في انبهار و بطئ عن الامر كله . فضحك الطبيب و قال : اممممممممممم اذن فالذي كان يتصل طوال خمس ساعات هو عامل الاقفال , كنت أود أن أرد عليه لكن ما بالجسم قوة ليرفع نفسه .... كما ترى .... لو تتكرم و تُسندني لاذهب اليه معك , شهق انيس شهقة لم يتمها ثم سكت و نظر اليّ وفي حنق بالغ قرر ان ينتقم مني أنا كما قرر في أول القصة لأنه زعم أني السبب و اني أنا طالما أنا الكاتب فأنا السبب عما حدث و توعدني بكل حروف الكره و الانتقام

سند أنيس الطبيب ليصلا الي بيت عامل الاقفال و في الطريق سأله أنيس عن السبب المشكور الذي جعله يصبح طبيبا و هو لايستطيع أن يخدم الناس , توقف الطبيب عن نحت قطعة اللحم التي في يده و توقف لبرهة و اتكأ قليلا على انيس كاد أن يقعوا بسببها و قبل أن تحتضنهم الأرض ر جع الطبيب الى موضعه و أجابه في تساؤل : مكتب التنسيق ......؟ و صلا الاثنان الي بيت عامل الأقفال و الصمت ظلهما و باشر الطبيب عمله و جلس مع الابن و ذهب العامل ليصلح الباب لعامل الهاويس الذي بدوره ذهب مع انيس ليصلح الهاويس وبعد جهد و عناء تم اصلاح الهاويس

غمرت الفرحة أنيس و قرر ان يستريح قليلا و خصوصا بعد شعوره أنه أنجز شيئا ما و أصلح ما عكر على المدينة صفوها , كم كان ذلك الاحساس دافئا و مريحا و متسامحا لدرجة أنه نسي انتقامه مني و ادرك أن دخوله في تلك القصة كان لحكمة كبيرة ,فذهب و استلقى تحت شجرة و أستل من فروعها ( اي بود تاتش ) , و غرس سماعتيه في أذنيه و و اخرج من بطن جذع الشجرة حاسوبا محمولا ( لاب توب ) و داعبت يديه ازراره ليلج أيما شاء من مواقع الشبكة العنكبوتية في أرض الاحلام ,

و بعد لحظات أحس ان ألة بشرية قد أنتزعته من تحت الشجرة و ناولته عكازه و نظارته و أخرجته من بوابة الاحلام كفأر أجرب يساق الى حتفه , لتلقى به في سيارة زرقاء ثم يجد نفسه في غرفة مظلمة منتصبا أمام مكتب يجلس خلفه شبيه بالبشر لكنه ليس بشر , سأله في حدة : عاملي فيها مصلح يا روح أمك

أنت بشتغل لصالح مين يا بن الكلب

و تحمحم : حممممممممم ليقف انيس للحظات يفكر في هذا الحال و قال في نفسه : أكيد هذه الكاميرا الخفية و هذا بالطبع الاستاذ ابراهيم نصر فتهللت أساريره و همّ يباغت الرجل بأنه أكتشف الحيلة الماكرة حتى باغته دفء عميق في مؤخر عنقه سريعا ما أ صبح حارقا ثم سار فيه تنميل كثير تبعه أخر ليؤكد له أنه من المستحيل أن يكون هذا برنامج الكامير الخفية ثم فكر و قال في نفسه : لا يوجد غير مكان واحد يحدث كل ذلك فيه ثم جعل يموء : ممممممممممممممم و تساقت من عينيه حبات الدماع لؤلؤات عذراء بريئة ...... و ظن أن هذا انتقامي منه لتهديده لي و نظر فوقه و من حوله عله يجدني و يعاتبني على ما فعلت فيه و يخبرني أنه لا يملك غير لسان و أن ذلك كان من باب العشم و الحب إلا أنه لم يجدني

و حاشا لله أن أنتقم من وليدة قلمي لكن من أفسدوا رأوه في حلمي فاستدعوه ليحاسبوه

تمت

الكاتب غير مسؤل عن سوء الفهم أو أي تأويل لأي كلمة في غير موضعها و ربنا يستر و لا تتحقق النبؤة :)

هذه القصة مكتوبة فقط كنبؤة لم يحدث أي شئ من قريب أو بعيد دفعني لكتابتها

10 comments:

Dr Ibrahim said...

ايه العسل دا يا دكترة ...جميلة والله
وإبداع وطريف وظريف..
وربنا يخفف عننا أمثال إبراهيم نصر :)

Dr Ibrahim said...

ويهديهم:)

مشروع دكتور said...

انا خايفه ليكون اللى فهتمه هو اللى فى بالى يمكن.
بورك قلمك

البيروني said...

ربنا يكرمك يا دكتور ابراهيم
و يستجيب لدعاك
تيك كير
مفيش حاجة حصلت أبدا دي مجرد نبؤة لا أكثر و لا أقل
و جزاكم الله خيرا

Anonymous said...

مبدع أيها البيروني

جلال كمال الجربانى said...

أيه حكايه النبوءات اليومين دول
ولا هيا موضه وماشيه
بس نبوءه طويله شويه

ودمت بخير حال

TIMMY !! said...

ههههههههه

فكرتني بالأحلام يا دوك ,

ما تقلقش , مش كل الأحلام بتتحقق ,
اللي احنا خايفين منها هي بس اللي بتتحقق
:(

Unknown said...

بعض الأحلام تكون نعيماً
وبعضها يكون جحيماً
وحلمك هذا لا أدرى
ما هو تصنيفه ؟
أعتقد هو.....
بالضبط كدهـ:)

البيروني said...

واحد من العمال
_____________
و الله ما أعرف أنها موضة قولي مين تاني بيتبأ عشان نعمل جمعية
و معلشي جت طويلة شوية :)

tIMMY
___
يارب حقق اللي فيه الخير
و شكرا على مرورك الكريم

NORHATY
_______
مممكن تقولي عليه نعيم الجحيم :)
ده كان خوف بس ان احنا يجي اليوم اللي حد يحاسبنا فيه على أحلامنا

قويدر أوهيب said...

دعوة للمشاركة في الحوار الذي نجريه مع المدونة المتألقة صاحبة مدونة شيئ بقلبي الأخت sonnet
مع كل الإحترامك.