Saturday, January 2, 2010

عن الجراحة أقول ..... 1



أثناء معانتي الشديدة في رواند الحراحة , و التي لا أستطيع أن اتجانس معها حتى الأن , قرأت ما كتبه الدكتور راغب السرجاني في كتابه ( قصة العلوم الطبية في الحضارة الاسلامية ) و قد خلب لبي ما وصل له أجدادنا في شتى العلوم , و لكن هذا لن يغير رأي و شعوري نحو الجراحة . أترككم مع مقتطفات من الكتاب

كان علم الجراحة في بداية الدولة الإسلامية من الصناعات الممتهنة التي يجب أن يتسامى الطبيب عن ممارستها، وكانوا يسمونه (صناعة اليد)، وبقي لفترة من اختصاص الحلاقين والحجّامين يقومون بالعمليات الجراحية البسيطة؛ كالكي والفصد والبتر، تحت إشراف وإرشاد الأطباء الذين كانوا يستقون معلوماتهم الجراحية مما كتبه أبقراط وبولس وجالينوس وغيرهم. لكن هذه الحالة لم تدم طويلاً؛ فبظهور قسم من عباقرة الطب عند المسلمين سار هذا العلم خطوات نحو التجديد والإبداع[1].

ويعتبر الرازي أول من فرّق بين الجراحة وغيرها من الموضوعات الطبية، وأول من جعل أساس هذا العلم قائمًا على التشريح، وقد ألزم الأطباء المسلمون الجرّاح أن يكون ملمًّا بعلم التشريح ومنافع الأعضاء ومواضعها. وكانوا يؤكدون على حاجة المشتغلين بالطب إلى تشريح الأجسام حية وميتة، وقد شرّحوا القرود كما فعل ابن ماسويه.

ومن إبداعات المسلمين في مجال الجراحة:

أنهم أول من تمكّن من استخراج حصى المثانة لدى النساء عن طريق المهبل، كما توصلوا إلى وصف دقيق لعملية نزف الدم،

وقالوا بالعامل الوراثي في ذلك؛ حيث وجدوا أن بعض الأجسام لديها استعداد للنزف أكثر من غيرها، وتابعوا ذلك في عائلة واحدة لديها هذا الاستعداد واستطاعوا أن يعالجوه. كما نجحوا في إيقاف دم النزيف أيضًا بربط الشرايين الكبيرة، وأجروا العمليات الجراحية في كل موضع تقريبًا من البدن.

وكتبوا عن جراحة الأسنان وتقويمها وجراحة العين، وبرعوا في قدح الماء الأزرق من العين، وكانت هذه العملية أمرًا يسيرًا ونتائجها مضمونة. وذكروا أكثر من ست طرق لاستخراج هذا الماء من العين، منها طريقة الشفط.

أجروا العمليات الجراحية في القصبة الهوائية، بل إن الزهراوي (ت 427هـ/1035م) كان أول من نجح في عملية فتح الحنجرة (القصبة الهوائية)، وهي العملية التي أجراها على أحد خدمه[2]. ويقول الرازي في هذا الصدد: "العلاج أن تشق الأغشية الواصلة بين حلق قصبة الرئة ليدخل النَّفَس منه، ويمكن بعد أن يتخلص الإنسان وتسكن تلكالأسباب المانعة من النَّفَس أن يخاط ويرجع إلى حاله، ووجُه علاجِه أن يمد الرأس إلى الخلف ويمد الجلد ويشق أسفل من الحنجرة ثم يمد بخيطين إلى فوق وأسفل حتى تظهر قصبة الرئة… فإذا سكن الورم، وكان النَّفَس فَلْيُخَطْ ويمسك قليلاً واجعل عليه دروزًا أصغر"[1].

ولعل المسلمين كانوا من أوائل من أشاروا إلى ما يسمى الآن بجراحة التجميل، وقد بينوا كيفية هذه الجراحة في الشفة والأنف والأذن حينما تطرأ عليها الضخامة من نتوء بارز أو قطع، بحيث تعود هذه الأعضاء إلى حالتها الطبيعية، فيرتفع القبح الناشئ عن اللحمة الزائدة[2].

وتوصل المسلمون إلى أساليب في تطهير الجروح، وطوّروا أدوات الجراحة وآلاتها. وكان للجراحين المسلمين فضل كبير في استخدام عمليتي التخدير والإنعاش على أسس تختلف كثيرًا عما نقلوه من الأمم الأخرى[3].

أدوات الجراحة:

ترجمة كتاب التصريف

لم يكتفِ الجراحون المسلمون بالأدوات التي نقلوها عن الأمم التي سبقتهم، بل اخترعوا آلات جديدة وطوروا تلك التي آلت إليهم من غيرهم، وذكر الكثيرون منهم -في ثنايا مؤلفاتهم- الأدوات التي استخدمت في عصرهم. ومن هذه المؤلفات، على سبيل المثال: الكتاب الذي صنفه الزهراوي (التصريف لمن عجز عن التأليف)، وابن القُف أبو الفرج بن يعقوب (ت 685هـ/1286م) (عمدة الإصلاح في صناعة الجراح)، وأبو الحسن ابن بطلان (دعوة الأطباء). وقد اكتشفت بعض الآلات الجراحية أثناء الحفريات التي جرت في موقع الفسطاط التي أسسها عمرو بن العاص سنة (21هـ/641م).

ومن هذه الأدوات: الدَّست وهو يشبه الحقيبة التي تحفظ فيها المباضع. وهذه المباضع أنواع تختلف أشكالها باختلاف الوظائف التي تؤديها؛ فمنها: مبضع شق الجلد، وهو حاد الطرفين، ويستخدم في حالة فتح مكان في الجلد فوق الشرايين حتى يتمكن الجراح من ربطها. والمبضع المعطوف؛ ويكون أحد طرفيه حادًّا، ويستخدم لاستئصال اللوزتين. ومن الأدوات التي استخدمت للوزتين المقطع؛ ويشبه المقص بطرفيه المعطوفين، والمباضع الشوكية؛ وهي نوعان: أحدهما يستخدم لبزل البطن في حالة الورم ليسمح بإدخال أنبوب دقيق لسحب الماء، وآخر يشق به الناسور. ومبضع فتح الأورام؛ لاستخراج الصديد والقيح المتجمع فيها، وهو ذو نصل مستدير. والمبضع الأملس؛ ويستخدم في قطع الظفرة (لحمة تنبت عند المآقي) من العين. ومبضع الأذن لقطع ما يسقط في الأذن من أجسام غريبة. ومبضع الشق العجاني، ويستخدم لشق العجان (وهو الدُّبر وما فوقه) لاستخراج الحصاة. ومبضع الفصد؛ وهو مبضع عريض ذو نصل يشبه ورقة نبات الآس؛ يستخدم لفصد العروق. والمبضع أملس الحافتين؛ ويستخدم لفتح الأذن التي قد تسد إما من جراء جسم خارجي، أو لزائدة تنبت فيها[4].



[1] الرازي: الحاوي 3/225.

[2] انظر: الرازي: الحاوي 6/218.

[3] انظر: الموسوعة العربية العالمية الإصدار الرقمي الإلكتروني.

[4] انظر محمود الحاج قاسم: الطب عند العرب والمسلمين تاريخ ومساهمات ص148- 151.



[1] انظر: محمد كامل حسين: تاريخ الطب والصيدلة عند العرب ص97، ومحمود الحاج قاسم: الطب عند العرب والمسلمين تاريخ ومساهمات ص105، وعلي بن عبد الله الدفاع: رواد علم الطب في الحضارة الإسلامية ص102.

[2] انظر علي بن عبد الله الدفاع: رواد علم الطب في الحضارة الإسلامية ص105.

3 comments:

Dr. Ibrahim said...

رحم الله علماء المسلمين..
والله يا دكتور انا عايز اتخصص جراحة على الرغم من أنى لسه مأخدتش جراحة إلى الآن
ولكن كنت بقف فى المستشفى فى حجرة الخياطة وعملت بعد تعليمى الخياطة حوالى 50 استتش تحت اشراف طبيب كبير وحبيتها جدا على الرغم ان الجراحة مش شوية استتشات ولكن كنت لما بشوف منظر الدم كان بيحصلى vagal attack
ومكنتش متوقع انى هحبها كده أو هعمل اللى انا عملته
فاصبح الموضوع سهل وبسيط
وفيه ناس كتير بتقولى تشتغل حاجة حرفية بايدك لان الوقتى الصيدلى عاد شغال دكتور والداية وطب الأسرة والتلفزيون والمريض بيروح يوصف لنفسه دوا انما لو بتشتغل حاجة محدش يعرف يعملها يبقى كويس

وربنا يصلح حالنا وحالكم
بالتوفيق

Anonymous said...

STUDY WELL

البيروني said...

د/ابراهيم
---------
ربنا معاك الجراحة لذيذة جدا لمن يحبها , أنا بستمتع بالعملي بتعها بس لا أحب العمليات ز فقط لأني مش عايز أبقى صنايعي
:)

Soonet
------
هحاول بجد و الله