هذا نداء يكتسب أهميته من أنه يستهدف تصحيح الإدراك، وصد الهجمة الغاشمة التى شنها نفر من الجهلاء والمتعصبين لتخريب وعى الأشقاء وتشويه الوشائج النبيلة التى تصل بينهم. وهو فى ذات الوقت بمثابة إعلان للبراءة من تلك الهجمة الغبية، وتأكيد على أن الذين يقومون بها ويشعلون نار الفتنة تذرعا بالوطنية لا يتحدثون باسم ضمير الأمة، وإنما هم يهينون ذلك الضمير ويبتذلونه.
لقد نشر النداء زميلنا الأستاذ جمال فهمى فى جريدة الدستور يوم الثلاثاء الماضى 24/11 . وحين اطلعت عليه بعد عودتى من سفرة خاطفة خارج مصر، وجدت أن واجبى يحتم على ليس فقط أن أوقع عليه مع كوكبة المثقفين الذين أعدوه وأيدوه، وإنما أيضا أن أسعى إلى إيصاله إلى أوسع دائرة ممكنة من المصريين والجزائريين والعرب أجمعين. إليك خلاصة النداء الذى تجاهلته أغلب وسائل الإعلام المصرية فى حين أتمنى أن يعلق على كل جدران مصر.
نحن الموقعين على هذا النداء، وقد روعنا ما نشهده الآن من نتائج خطيرة ومحزنة للتهور وانعدام المسئولية اللذين صنعا من تنافس رياضى برىء بين المنتخبين الكرويين لكل من مصر والجزائر «فتنة كبرى» بل حربا عبثية مخزية استبيحت فيها كل المحرمات وارتكبت وسط غبارها جرائم يندى لها الجبين.
وأسوأ ما فى تلك الحرب هو ذلك العبث الجاهل والخطير فى وعى وعقول جماهير البسطاء من الشعبين واللعب المتعمد على غرائزهم عن طريق ترويج وإشاعة الأكاذيب ومفاهيم ومقولات منحطة بلغت حد جرائم الإهانة الجماعية والتحقير العنصرى المقيت مما أدى إلى حرق علمى البلدين فى الشوارع والطرقات.
إننا إذ ندين بكل قوة وبدون تحفظ هذه الجرائم جميعا فإننا ندعو ونؤكد الآتى:
ــ أولا: تضامننا الكامل مع ضحايا الفتنة وكل مواطن أصابه ضرر فى بدنه أو كرامته أو ممتلكاته من جرائها. ونقف بقوة مع حقه فى المحاسبة القانونية والقضائية للمسئولين عنها والمتورطين فيها بالتحريض أو بالفعل المادى المباشر.
ــ ثانيا: ينبغى أن تبقى المحاسبة وما يسبقها من تحقيق واستقصاء ضروريين ضمن أطر القانون ومؤسساته وفى إطار الحفاظ على قيم الأخوة والمصالح المشتركة للشعبين وبعيدا عن روحية الانتقام والبحث العقيم عمن بدأ ومن الذى رد، انطلاقا من مبدأ أن الخطأ لا يبرر الخطأ والجريمة لا تواجه بجريمة أخرى.
ــ ثالثا: إن ما جرى لا يبدو بريئا ولا منزها عن شبهة تعمد التوظيف السياسى غير الأخلاقى وغير المسئول لحدث رياضى كان المفروض أن يكون عاديا وينحصر تناوله ضمن الاهتمام المناسب لحجمه.
لكن الشاهد أن هذا الحدث جرى اتخاذه مبكرا كذريعة ومناسبة لإطلاق عمليات شحن وتعبئة هائلة استخدمت فيها برعونة ترسانة ضخمة من وسائل الإعلام «صحف وقنوات تلفزة أرضية وفضائية» حكومية وخاصة اشتركت ــ عدا استثناءات قليلة للأسف ــ فى الخروج الفاضح على القواعد والمعايير المهنية والقيم الأخلاقية أيضا.
وقد نجحت تلك الترسانة الهوجاء فى إضفاء أجواء حربية وقتالية ملتهبة على ذلك الحدث الرياضى البسيط الأمر الذى يعزز الشك فى أن الهدف لم يكن الحث المشروع للجمهور على تشجيع فريق بلده وإنما صرف اهتمام وأنظار الناس وإلهاؤهم عن قضاياهم وهمومهم، وشغلهم بمعارك وهمية وعبثية وتعليق آمالهم وأحلامهم بانتصار أو إنجاز قد يحققه لاعبو الكرة فيدارى أو يستر مظاهر الفشل والإخفاق والفساد التى يكابدها الشعبان.
ــ رابعا: يدعو الموقعون على هذا النداء الإخوة أصحاب الضمير فى نخبة الفكر والثقافة والسياسة وصناع الرأى فى الجزائر الشقيق إلى الانضمام لهذه المبادرة وأن يرفعوا أصواتهم عالية بإدانة «الفتنة» ومن أشعلها وأن يمدوا أياديهم لتشتبك مع أيادينا لوأدها وإطفاء نارها من خلال تحرك عاجل يدعو إلى وقف فورى لهذا الانفلات الإعلامى الأهوج والعمل على تهدئة النفوس وحض المواطنين على ضرورة تحكيم العقل وإدراك حقيقة أن المستفيد الوحيد من المأساة الدائرة الآن هو فقط أعداء الشعبين الشقيقين داخل الحدود وخارجها. خصوصا هؤلاء الذين يريدون الحفاظ بأى ثمن على مصالحهم ومقاعدهم ومد عمر الوضع السياسى البائس القائم حاليا، الذى يفتقد فيه المواطن لأبسط متطلبات الحياة الكريمة ويعانى غياب ومصادرة حقه فى الحرية والديمقراطية والمشاركة فى صنع القرار والتداول السلمى للسلطة
نقلا عن مدونة الاستاذ فهمي هويدي
http://fahmyhoweidy.blogspot.com/2009/11/blog-post_29.html.
في مقاله الذي نشر في صحيفة الشروق الجديد المصريه السبت
11 ذو الحجة 1430 – 28 نوفمبر 2009
لقد نشر النداء زميلنا الأستاذ جمال فهمى فى جريدة الدستور يوم الثلاثاء الماضى 24/11 . وحين اطلعت عليه بعد عودتى من سفرة خاطفة خارج مصر، وجدت أن واجبى يحتم على ليس فقط أن أوقع عليه مع كوكبة المثقفين الذين أعدوه وأيدوه، وإنما أيضا أن أسعى إلى إيصاله إلى أوسع دائرة ممكنة من المصريين والجزائريين والعرب أجمعين. إليك خلاصة النداء الذى تجاهلته أغلب وسائل الإعلام المصرية فى حين أتمنى أن يعلق على كل جدران مصر.
نحن الموقعين على هذا النداء، وقد روعنا ما نشهده الآن من نتائج خطيرة ومحزنة للتهور وانعدام المسئولية اللذين صنعا من تنافس رياضى برىء بين المنتخبين الكرويين لكل من مصر والجزائر «فتنة كبرى» بل حربا عبثية مخزية استبيحت فيها كل المحرمات وارتكبت وسط غبارها جرائم يندى لها الجبين.
وأسوأ ما فى تلك الحرب هو ذلك العبث الجاهل والخطير فى وعى وعقول جماهير البسطاء من الشعبين واللعب المتعمد على غرائزهم عن طريق ترويج وإشاعة الأكاذيب ومفاهيم ومقولات منحطة بلغت حد جرائم الإهانة الجماعية والتحقير العنصرى المقيت مما أدى إلى حرق علمى البلدين فى الشوارع والطرقات.
إننا إذ ندين بكل قوة وبدون تحفظ هذه الجرائم جميعا فإننا ندعو ونؤكد الآتى:
ــ أولا: تضامننا الكامل مع ضحايا الفتنة وكل مواطن أصابه ضرر فى بدنه أو كرامته أو ممتلكاته من جرائها. ونقف بقوة مع حقه فى المحاسبة القانونية والقضائية للمسئولين عنها والمتورطين فيها بالتحريض أو بالفعل المادى المباشر.
ــ ثانيا: ينبغى أن تبقى المحاسبة وما يسبقها من تحقيق واستقصاء ضروريين ضمن أطر القانون ومؤسساته وفى إطار الحفاظ على قيم الأخوة والمصالح المشتركة للشعبين وبعيدا عن روحية الانتقام والبحث العقيم عمن بدأ ومن الذى رد، انطلاقا من مبدأ أن الخطأ لا يبرر الخطأ والجريمة لا تواجه بجريمة أخرى.
ــ ثالثا: إن ما جرى لا يبدو بريئا ولا منزها عن شبهة تعمد التوظيف السياسى غير الأخلاقى وغير المسئول لحدث رياضى كان المفروض أن يكون عاديا وينحصر تناوله ضمن الاهتمام المناسب لحجمه.
لكن الشاهد أن هذا الحدث جرى اتخاذه مبكرا كذريعة ومناسبة لإطلاق عمليات شحن وتعبئة هائلة استخدمت فيها برعونة ترسانة ضخمة من وسائل الإعلام «صحف وقنوات تلفزة أرضية وفضائية» حكومية وخاصة اشتركت ــ عدا استثناءات قليلة للأسف ــ فى الخروج الفاضح على القواعد والمعايير المهنية والقيم الأخلاقية أيضا.
وقد نجحت تلك الترسانة الهوجاء فى إضفاء أجواء حربية وقتالية ملتهبة على ذلك الحدث الرياضى البسيط الأمر الذى يعزز الشك فى أن الهدف لم يكن الحث المشروع للجمهور على تشجيع فريق بلده وإنما صرف اهتمام وأنظار الناس وإلهاؤهم عن قضاياهم وهمومهم، وشغلهم بمعارك وهمية وعبثية وتعليق آمالهم وأحلامهم بانتصار أو إنجاز قد يحققه لاعبو الكرة فيدارى أو يستر مظاهر الفشل والإخفاق والفساد التى يكابدها الشعبان.
ــ رابعا: يدعو الموقعون على هذا النداء الإخوة أصحاب الضمير فى نخبة الفكر والثقافة والسياسة وصناع الرأى فى الجزائر الشقيق إلى الانضمام لهذه المبادرة وأن يرفعوا أصواتهم عالية بإدانة «الفتنة» ومن أشعلها وأن يمدوا أياديهم لتشتبك مع أيادينا لوأدها وإطفاء نارها من خلال تحرك عاجل يدعو إلى وقف فورى لهذا الانفلات الإعلامى الأهوج والعمل على تهدئة النفوس وحض المواطنين على ضرورة تحكيم العقل وإدراك حقيقة أن المستفيد الوحيد من المأساة الدائرة الآن هو فقط أعداء الشعبين الشقيقين داخل الحدود وخارجها. خصوصا هؤلاء الذين يريدون الحفاظ بأى ثمن على مصالحهم ومقاعدهم ومد عمر الوضع السياسى البائس القائم حاليا، الذى يفتقد فيه المواطن لأبسط متطلبات الحياة الكريمة ويعانى غياب ومصادرة حقه فى الحرية والديمقراطية والمشاركة فى صنع القرار والتداول السلمى للسلطة
نقلا عن مدونة الاستاذ فهمي هويدي
http://fahmyhoweidy.blogspot.com/2009/11/blog-post_29.html.
في مقاله الذي نشر في صحيفة الشروق الجديد المصريه السبت
11 ذو الحجة 1430 – 28 نوفمبر 2009
3 comments:
http://www.facebook.com/note.php?note_id=181268374629
وعلى الجانب الاخر هناك بيان اخر وجدته على نوتس احد الفريندز على الفيس
وبهذا يكون فعلا بدا يظهر للعقلاء كلمه فى هذه الحرب الغبيه
لماذا تأخر هذا الصوت الرشسد
وكل عام وأنت بخير حال
واحد من العمال
______________
للاسف كان عديمي العقل و العلم هم من يمتلكون المال و الاعلام و المبادرة
Post a Comment