ينادي محمود امه لتجلب الطعام له و يتعجلها على جوع منه شديد لم يتجرع مثله طوال سنوات عمره الأربع . تطمئنه أمه ببسمة فواحة و أكملت ما كانت تؤديه . لم يكن الطعام -حقيقة ً - بالمعنى المتعا رف عليه انما كان قليلاً من ماء دافئ يطوي لقيمات من خبز صلب تبقى من عدة ايام . و حتى تلهي الفتى قامت أم محمود تحكي له عن طعام الجنة و زينتها و تستطرد في و صف اشجارها و ثمارها و متعها و محمود في نشوة عارمة كلما وصفت له امه شيئا يراقص يديه و رأسه معا و شعره الأصفر الناعم يميل يمنة و يسرة و يبث من ثغره الدقيق رجاؤه لأن تصف له المزيد وسط زقزاقات فرح كفقاعات ممشوقة صاعدة للسماء . كادت هذه اللحظات تنسيه آلام الجوع الصارخ لولا أن أم محمود انتهت سريعا سريعا من طهي الطعام و اعداده و وضعه على الطبلية .ثم عادت للمصبخ من اجل تنظيفه .
و تأهب محمود لتناول الطعام بعدما ا عتدل في جلسته و بدأ هذا الجسم الهزيل أن يمد يديه ليتناول الخبز مسميا باسم ربه . و لكن سرعان ما انبثق الجدار عن صاروخ غادر ليستقر في مضغة (قلب) هذا الملاك البشري و تتفجر من جنبات هذا الجسم الغض الدماء مشيعة روحه البريئة الى بارئها و هي ترسل على بقايا لسان صغير بقايا كلمات لم تسمع منها أمه وسط غمغات طائرة غير ( الجنة .......... ريحها
لم تصدق الام ما رأت و جعلت تفرك في عينيها بقوة تكاد تعميها و أنطلقت لتنكب على وليدها تهزه و تستنطقه ..... تقبله و تمسح على شعره .... تحتضنه و تلصقه بجسدها علّ روحها تنتقل اليه فيعيش
و تأهب محمود لتناول الطعام بعدما ا عتدل في جلسته و بدأ هذا الجسم الهزيل أن يمد يديه ليتناول الخبز مسميا باسم ربه . و لكن سرعان ما انبثق الجدار عن صاروخ غادر ليستقر في مضغة (قلب) هذا الملاك البشري و تتفجر من جنبات هذا الجسم الغض الدماء مشيعة روحه البريئة الى بارئها و هي ترسل على بقايا لسان صغير بقايا كلمات لم تسمع منها أمه وسط غمغات طائرة غير ( الجنة .......... ريحها
لم تصدق الام ما رأت و جعلت تفرك في عينيها بقوة تكاد تعميها و أنطلقت لتنكب على وليدها تهزه و تستنطقه ..... تقبله و تمسح على شعره .... تحتضنه و تلصقه بجسدها علّ روحها تنتقل اليه فيعيش
و لكن لا امل لا رجاء لا حياة
فما كان منها إلا ان أصدرت صرخة مدوية أخرجتها من لسانها و قلبها و عقلها و كل عضلاتها
دوت في أركان البيت الطلل صُعقت منها ذرات أحجاره الصماء و على قو تها و استمرارها جا ءها غادر أخر ليبترها فترقد الأم الى جانب وليدها تحتويه بين طياتها كما أحتوته جنينا وتلتقي دماؤهما مرة اخرى بعد طوال الغياب
كتبت هذه القصة في7/3/2008 وقت حصار غزة و الآن أهديها لكل من شاركوا في بناء جدار الانفاق لحصار غزة أكثر و اكثر